"ويتيكس 2016" يؤكد التزام الإمارات بتبني خيار الطاقة الخضراء

الامارات 7 - -أكدت فعاليات معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة " ويتيكس 2016 " التي نظمتها هيئة كهرباء ومياه دبي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله " واختتمت مؤخرا عزم دولة الإمارات على أن تكون نموذجا ملهما لغيرها من دول العالم في مجال ابتكار الحلول الخضراء وتبنيها في جميع المجالات وتصديرها إلى العالم.
أقيمت فعاليات المعرض تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس الهيئة خلال الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر الجاري بمركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وكان صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزارء حاكم دبي قد أطلق المبادرة الوطنية طويلة المدى عام 2012 لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة" وتهدف الإمارات لأن تكون من خلالها إحدى الدول الرائدة عالميا في هذا المجال ومركزا لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء إضافة إلى الحفاظ على بيئة مستدامة تدعم نموا اقتصاديا طويل المدى.
وتشمل المبادرة مجموعة من البرامج والسياسات في مجالات الطاقة والزراعة والاستثمار والنقل المستدام إضافة لسياسات بيئية وعمرانية جديدة تهدف لرفع جودة الحياة في الدولة.
كما أطلق سموه العام الماضي استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الهادفة لزيادة حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في دبي لتصل إلى 75 % بحلول عام 2030.
واستحوذت حلول الطاقة الخضراء وتقنياتها على اهتمام واسع من العارضين والزوار خلال أيام المعرض الأمر الذي يؤكد اضطلاع دبي بدورها الريادي في إبراز أهمية الطاقة الخضراء حول العالم.
ويأتي معرض ويتيكس في وقت نجح فيه قطاع الطاقة الخضراء في زيادة عدد الوظائف عالميا بنسبة 5% خلال العام 2015.
وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" التي تتخذ من أبوظبي مقرا لها إلى أن عدد الموظفين في شركات الطاقة النظيفة وصل إلى نحو 8.
1 مليون عالميا العام الماضي من واقع 7 ملايين في العام الذي سبقه ويعمل عدد آخر يصل إلى 1.
3 مليون شخص في قطاع الطاقة الكهرومائية الذي لم تضمنه إيرينا إحصائيتها نظرا لطبيعة التقلب التي تتسم بها بين وقت وآخر.
وأظهرت الأرقام التي نشرتها الوكالة أيضا أن هناك تحولا عالميا وانتعاشا في سوق الطاقة النظيفة في آسيا على عكس أسواق دول الاتحاد الأوروبي التي شهدت انخفاض في الوظائف بهذا المجال.
واعتبر التقرير الصين أكبر سوق للطاقة الخضراء في العالم حيث بلغت القوة العاملة في مؤسسات الطاقة النظيفة نحو 3.
5 مليون في 2015.

وأشار إلى أن عدد وظائف العاملين في قطاع الطاقة المتجددة الحالي بلغ 8.
1 مليون سيرتفع بحلول 2030 إلى 24 مليونا مع توقع ارتفاع حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة العالمي بنحو الضعف.
واستحوذ قطاع الألواح الشمسية على نصيب الأسد في مجال وظائف الطاقة المتجددة في العام 2015 ب 2.
8 مليون وظيفة يليه سوائل الوقود الحيوي ب1.
7 مليون وظيفة ومن ثم الرياح ب1.
1 مليون.

وتتجه اليابان نحو تشجيع توليد المزيد من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية.
وفي دول الاتحاد الأوروبي تستأثر ألمانيا بأعلى نسبة توظيف في قطاع الطاقة المتجددة حيث يصل إلى 355 ألفا وهو نحو مجموع الوظائف في المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.
واستقطب معرض "ويتيكس" زوارا تجاريين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر وعمان والصين واليابان وتركيا وكندا وفرنسا وألمانيا والهند وماليزيا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول لتبادل الخبرات وعرض واكتشاف آخر المستجدات التقنية والمعلومات في مجالات الطاقة والبيئة والمياه.
و تخلل المعرض تنظيم مجموعة من الندوات حول الإدارة الفعالة للموارد ومصادر الطاقة المتجددة مع عرض للتحديات والحلول التكنولوجية والابتكارات المطروحة لاستخدام ذكي ورشيد ومستدام للطاقة.
وشهد اليوم الأخير من المعرض ندوات حول سبل تخزين الطاقة ومختلف التقنيات للمحافظة عليها في التصنيع والاستخدام المنزلي، إضافة إلى عرض تجربة دولة الإمارات في مجال الطاقة المتجددة وتبادل أفضل الممارسات في هذا المجال.

إلى ذلك تميز المعرض بزيارة وفود المدارس والجامعات المشاركة واستعراض مشاريعهم المتعلقة بالاستهلاك الرشيد للموارد البيئية ومفهوم الاستدامة.
وأعرب سعادة سعيد محمد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي المنظمة للمعرض عن سعادته بالنجاح الباهر الذي حققته الدورة الثامنة عشرة من المعرض والتي أثبتت من خلال عدد ونوعية المشاركين والعروض والطروحات أن ويتيكس تظاهرة مثالية في مجال الطاقة الخضراء والمتجددة.
وقال إن تنظيم هذه الدورة تحت شعار " في طليعة الاستدامة" جاء لتأكيد تصميم دولة الإمارات وإمارة دبي على دعم المبادرات والمشاريع الذكية واعتماد السياسيات الخضراء في مختلف المجالات الاقتصادية والحيوية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
ونوه إلى لقاءات وورش عديدة جمعت صناع القرار بمستثمرين في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة وخبراء محليين ودوليين بغرض إحداث عصف ذهني واسع النطاق يطرح التحديات ويستعرض الحلول المختلفة والتي تصب جلها نحو هدف واحد هو الحفاظ على الموارد البيئية وإيجاد مصادر بديلة للطاقة".
وأكد سعى الهيئة للريادة دائما في كل المجالات للارتقاء بطموحات وتوقعات قيادتنا والمساهمة في توفير الموارد الطبيعية لنا ولأجيالنا القادمة.
وتعد الطاقة الشمسية المصدر الأكثر شيوعا في مصادر الطاقة النظيفة في دولة الإمارات لوقوعها ضمن نطاق الحزام الشمسي.
ففي دبي.

يصل الإشعاع الشمسي الكامل الذي يمكن استخدامه لتقنية الخلايا الكهروضوئية إلى 2150 كيلووات ساعة متر مربع في العام في حين أن الجزء المباشر من الإشعاع الذي يمكن استخدامه في تقنية الطاقة الشمسية المركزة نحو 1850 كيلووات ساعة متر مربع في العام، ومن شأن هذه الميزات أن تعزز تطبيقات الطاق الشمسية في دبي.
وأتاحت هيئة كهرباء ومياه دبي لمتعامليها الفرصة ليكونوا منتجين للطاقة النظيفة وذلك عقب إصدار المجلس التنفيذي لإمارة دبي القرار رقم 46 لسنة 2014 بتنظيم ربط وحدات إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بنظام توزيع الطاقة في دبي.
ويوحد القرار الإطار التشريعي المنظم لعملية ربط وحدات الإنتاج المنتجة حصريا من الطاقة الشمسية بنظام التوزيع ويهدف للمساهمة في تحقيق مبادرة دبي الذكية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم وتشجيع أفراد المجتمع ومؤسساته على إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية والمساهمة في تنويع مصادر الطاقة عن طريق زيادة حصة الطاقة المتجددة كأحد مصادر تنوع الطاقة الكهربائية، والمساهمة في حماية البيئة من خلال تقليص آثار الانبعاثات الكربونية وتشجيع نمو الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة.
وتتيح مبادرة "شمس دبي" لأصحاب المباني والمنازل تركيب لوحات كهروضوئية على الأسطح لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتقوم الهيئة بربطها مع شبكة الهيئة حيث يتم استخدام الطاقة التي يتم إنتاجها داخليا مع تحويل الفائض إلى شبكة الهيئة.
وخصصت الهيئة أكثر من /2.
6 مليار/ درهم لدعم البنية التحتية من مشاريع الكهرباء والمياه والطاقة المتجددة وفق أفضل المعايير العالمية لضمان تنظيم أفضل نسخة من معرض إكسبو الدولي في دبي عام 2020 مع التركيز على مصادر الطاقة المتجددة بما يتوافق مع شعار المعرض "تواصل العقول .

وصنع المستقبل" وموضوعاته الفرعية الثلاثة المتمثلة في الاستدامة والتنقل والفرص".
وتفعيلا لمبادرة "شمس دبي" تتعاون هيئة كهرباء ومياه دبي مع مختلف الجهات والهيئات لإنشاء وتركيب الألواح الكهروضوئية ويعتبر المشروع جزءا من توجه بيئي أوسع نطاقا تم وضع خطوطه العريضة ضمن "استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.
وأعلن سعادة سعيد محمد الطاير خلال ثاني أيام معرض ويتيكس عن أكبر مشروع لتركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية على أسطح المباني في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط عبر تركيب / 88 / ألف لوحة شمسية على أسطح المباني التابعة لموانئ دبي العالمية في المنطقة الحرة لجبل علي وفي ميناء راشد.
ويعد مشروع مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية من أبرز المشروعات الكبرى التي تنفذها الهيئة ضمن مسار البنية التحتية أحد المسارات الخمسة التي تتألف منها استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 وهي البنية التحتية والبنية التشريعية والتمويل وبناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة.
كما يعد المجمع أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وستبلغ طاقته الإنتاجية / 5000 / ميجاوات بحلول عام 2030.

وسيسهم في خفض نحو 6.
5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا الأمر الذي يدعـم المبادرات والبرامج الخضراء التي تنفذها حكومة دبي لخفض الانبعاثات الكربونية.
وتشمل مشاريع المجمع إلى جانب مشاريع إنتاج الطاقة مركز البحوث والتطوير الذي يضم مركزا لاختبارات الطاقة الشمسية ومركزا للابتكار ومرافق تعليمية ومركزا للتدريب ومحطة تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي باستخدام الخلايا الشمسية.
وتعتزم الهيئة بناء أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل.

وطلبت من الشركات الاستشارية العالمية الرائدة التقدم بعروضها لعقد الخدمات الاستشارية للمرحلة الأولى من محطة الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 200 ميجاوات والتي ستدخل حيز التشغيل بحلول إبريل 2021 للوصول إلى 1000 ميجاوات بهذه التقنية بحلول عام 2030.
وأبرمت هيئة كهرباء ومياه دبي اتفاقيات مع عدة هيئات ومؤسسات وشركات عالمية منها "آر.
دبليو.
إي" و"فيرست سولار" و المختبر الوطني للطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة الأمريكية لتدريب موظفي الهيئة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث التطورات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والبيئة الأمر الذي يعكس حرص الهيئة على تعزيز التبادل المعرفي بين موظفيها ونظرائهم في المؤسسات العالمية وقد رصدت هيئة كهرباء ومياه دبي 55 مليون درهم كميزانية للمنح الدراسية لعام 2015.
وقامت الهيئة بابتعاث مهندسين من كوادرها إلى مدينة إيسن الألمانية ضمن أول دفعة لبرنامج متكامل للتدريب وأوفدت عددا من موظفيها إلى جامعة أريزونا لدراسة الطاقة المتجددة.
وتتعاون الهيئة مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "أيرينا" والأمم المتحدة في مجال البحوث والدراسات المشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والبديلة وفي برامج ومبادرات تقليل البصمة الكربونية والحد من انبعاث غازات الدفيئة.
وام



شريط الأخبار