ارتفاع الحرارة عند الأطفال: الأسباب، الأعراض، كيفية العلاج، ومتى يجب زيارة الطبيب لضمان صحة وسلامة طفلك

الامارات 7 -
يعد ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا بين الأطفال، وغالبًا ما يثير قلق الأهل عندما يرون طفلهم يعاني من ارتفاع الحرارة. الحمى ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي عرض يشير إلى أن الجسم يحارب عدوى أو التهاب. في هذا المقال، سنتناول أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال، كيفية التعامل مع هذه الحالة، وما هي الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب لضمان سلامة طفلك.

ما هي الحمى؟

الحمى هي زيادة في درجة حرارة الجسم عن المعدل الطبيعي، الذي يتراوح بين 36.5 و37.5 درجة مئوية. عندما ترتفع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية، يُعتبر الطفل مصابًا بالحمى. تعد الحمى جزءًا من استجابة الجسم المناعية، وتساعد في مكافحة العدوى.

أسباب ارتفاع الحرارة عند الأطفال

العدوى الفيروسية:

تُعتبر العدوى الفيروسية من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع الحرارة عند الأطفال، مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، أو الفيروسات المعوية.

العدوى البكتيرية:

مثل التهاب الأذن، التهاب الحلق (بسبب بكتيريا الستريبتوكوكوس)، أو التهاب المسالك البولية، وهي حالات تتطلب غالبًا علاجًا بالمضادات الحيوية.

التطعيمات:

قد يصاب الطفل بارتفاع طفيف في درجة الحرارة بعد تلقي بعض التطعيمات، وهذا أمر طبيعي يشير إلى استجابة جهاز المناعة.

التسنين:

على الرغم من أن التسنين قد يسبب ارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة، إلا أنه لا يتسبب عادة في حمى شديدة.

التعرض للحرارة الزائدة:

قد يحدث ارتفاع الحرارة بسبب التعرض للحرارة الزائدة، مثل ارتداء الكثير من الملابس أو البقاء في مكان حار لفترة طويلة.

الأعراض المصاحبة لارتفاع الحرارة عند الأطفال

التعب والضعف العام: يشعر الطفل بالتعب والإرهاق ولا يكون نشيطًا كالمعتاد.

فقدان الشهية: قد يرفض الطفل تناول الطعام أو الشراب.

العصبية والبكاء: يصبح الطفل أكثر انزعاجًا ويبكي بشكل متكرر.

احمرار الوجه والتعرق: يمكن أن يظهر احمرار على وجه الطفل، وقد يتعرق بشكل مفرط.

الرعشة: في بعض الحالات، قد يعاني الطفل من رعشات بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

كيفية علاج ارتفاع الحرارة عند الأطفال

قياس درجة الحرارة:

يُفضل استخدام ميزان حرارة رقمي لقياس درجة الحرارة بدقة، ويمكن القياس من الفم أو تحت الإبط أو من خلال الأذن.

الراحة والإكثار من السوائل:

يجب تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل لتجنب الجفاف. يمكن تقديم الماء، والعصائر الطبيعية، أو الحساء.

الملابس الخفيفة:

يجب أن يرتدي الطفل ملابس خفيفة ومريحة، ويمكن استخدام بطانية خفيفة لتغطية الطفل إذا شعر بالبرد.

استخدام الأدوية الخافضة للحرارة:

يمكن استخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لخفض درجة الحرارة، ويجب استشارة الطبيب بشأن الجرعة المناسبة وفقًا لعمر الطفل ووزنه.

الحمام الفاتر:

يمكن إعطاء الطفل حمامًا بالماء الفاتر (وليس البارد) لخفض درجة الحرارة بشكل طبيعي، مع تجنب استخدام الماء البارد لأن ذلك قد يسبب رجفة ويزيد من ارتفاع الحرارة.

متى يجب زيارة الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب في الحالات التالية:

إذا كانت درجة الحرارة أعلى من 39 درجة مئوية ولم تستجب للعلاج المنزلي.

إذا كان الطفل أقل من ثلاثة أشهر ويعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.

إذا استمرت الحمى لأكثر من ثلاثة أيام دون تحسن.

إذا كان الطفل يعاني من أعراض أخرى مقلقة مثل الطفح الجلدي، أو القيء المستمر، أو صعوبة في التنفس.

إذا كان الطفل يبدو مرهقًا جدًا أو غير مستجيب.

نصائح للتعامل مع ارتفاع الحرارة عند الأطفال

تجنب إعطاء الأسبرين للأطفال: لا يجب استخدام الأسبرين كخافض للحرارة للأطفال، لأنه قد يتسبب في حالة نادرة ولكن خطيرة تُسمى متلازمة راي.

المتابعة المنتظمة: يجب قياس درجة الحرارة بشكل دوري لمتابعة حالة الطفل والتأكد من أن الحمى تحت السيطرة.

تقديم الطعام الخفيف: إذا كان الطفل قادرًا على تناول الطعام، يُفضل تقديم وجبات خفيفة وسهلة الهضم.

الخاتمة

ارتفاع الحرارة عند الأطفال هو عرض شائع قد يكون ناتجًا عن العديد من الأسباب المختلفة، ولكنه غالبًا ما يكون علامة على أن الجسم يقاوم عدوى معينة. من المهم أن يظل الأهل هادئين ويتبعوا الإجراءات الصحيحة لخفض درجة الحرارة ومراقبة حالة الطفل. إذا كانت هناك أي أعراض مقلقة أو استمر ارتفاع الحرارة لفترة طويلة، يجب استشارة الطبيب لضمان سلامة وصحة الطفل. الحمى قد تكون مخيفة، ولكن بالاهتمام والرعاية المناسبة، يمكن تجاوزها بأمان.




شريط الأخبار