ما هي أورام الضفيرة المشيمية عند الأطفال؟ الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

الامارات 7 - أورام الضفيرة المشيمية هي نوع نادر من الأورام التي تصيب الأطفال، وتنشأ من الضفيرة المشيمية، وهي النسيج الموجود داخل البطينات الدماغية المسؤول عن إنتاج السائل الدماغي الشوكي. تتنوع هذه الأورام بين الخبيثة والحميدة، ويعتمد العلاج على نوع الورم ودرجة خطورته. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أنواع أورام الضفيرة المشيمية، الأعراض التي قد يعاني منها الأطفال، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة.

أنواع أورام الضفيرة المشيمية

الورم الحليمي للضفيرة المشيمية (Choroid Plexus Papilloma)

يُعتبر هذا النوع من الأورام حميدًا وغالبًا ما ينمو ببطء. يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج السائل الدماغي الشوكي، مما قد يسبب ارتفاع الضغط داخل الجمجمة.

الورم السرطاني للضفيرة المشيمية (Choroid Plexus Carcinoma)

يُعد هذا النوع من الأورام خبيثًا وأكثر عدوانية، وهو أقل شيوعًا من الورم الحليمي. يحتاج هذا النوع إلى علاج مكثف ويُعتبر أكثر تعقيدًا من ناحية العلاج والتشخيص.

أسباب أورام الضفيرة المشيمية

العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دورًا في حدوث أورام الضفيرة المشيمية. في بعض الحالات، يمكن أن تكون هذه الأورام مرتبطة بحالات وراثية مثل متلازمة لي فروميني، التي تزيد من احتمال حدوث أنواع مختلفة من الأورام.

الطفرات الجينية: يعتقد العلماء أن التغيرات الجينية أو الطفرات قد تكون سببًا في حدوث أورام الضفيرة المشيمية، ولكن لا تزال الأبحاث مستمرة لفهم السبب الحقيقي بدقة.

أعراض أورام الضفيرة المشيمية عند الأطفال

الصداع المتكرر

يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بورم الضفيرة المشيمية من صداع متكرر، خاصة في الصباح الباكر أو بعد الاستيقاظ. هذا الصداع يحدث نتيجة لارتفاع الضغط داخل الجمجمة.

التقيؤ غير المبرر

التقيؤ المتكرر دون سبب واضح، خاصة في الصباح، هو عرض شائع لأورام الضفيرة المشيمية، ويرتبط بارتفاع الضغط داخل الجمجمة.

زيادة حجم الرأس (استسقاء الدماغ)

في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي الورم إلى انسداد في تدفق السائل الدماغي الشوكي، مما يؤدي إلى زيادة حجم الرأس، وهي حالة تُعرف باسم استسقاء الدماغ. هذا العرض يُلاحظ بشكل خاص عند الأطفال الرضع.

تغيرات في الرؤية

يمكن أن يعاني الطفل من ضبابية الرؤية أو ازدواجية الرؤية نتيجة للضغط المتزايد داخل الجمجمة.

تأخر النمو والتطور

قد يؤدي وجود الورم إلى تأخير في النمو أو التطور الحركي عند الطفل، حيث يمكن أن تتأثر المهارات الحركية أو العقلية نتيجة للضغط على أجزاء من الدماغ.

طرق تشخيص أورام الضفيرة المشيمية

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

يُعد التصوير بالرنين المغناطيسي الأداة الرئيسية لتشخيص أورام الضفيرة المشيمية، حيث يتيح للأطباء رؤية الورم بوضوح وتحديد موقعه وحجمه.

التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)

يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب أيضًا لتقديم معلومات إضافية حول الورم وتحديد مدى تأثيره على الأنسجة المحيطة.

الخزعة

قد يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من الورم لفحصها تحت المجهر لتحديد نوعه بدقة واختيار العلاج الأنسب.

طرق علاج أورام الضفيرة المشيمية عند الأطفال

الجراحة

تُعتبر الجراحة الخيار الأول لعلاج أورام الضفيرة المشيمية. الهدف من الجراحة هو إزالة الورم بالكامل إذا كان ذلك ممكنًا دون التسبب بأضرار لأنسجة الدماغ المحيطة. في حالة الأورام الحميدة، قد تكون الجراحة كافية للعلاج.

العلاج الكيميائي

يُستخدم العلاج الكيميائي بشكل خاص في حالات الأورام الخبيثة، وذلك للحد من نمو الورم أو القضاء على الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.

العلاج الإشعاعي

يمكن استخدام العلاج الإشعاعي كجزء من خطة العلاج، خاصة في حالات الأورام الخبيثة أو عندما يكون هناك بقايا من الورم بعد الجراحة. يُستخدم الإشعاع لتدمير الخلايا السرطانية وتقليل احتمالية عودة الورم.

العلاج الموجه

في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية الموجهة التي تستهدف الخلايا السرطانية بشكل خاص دون التأثير الكبير على الخلايا السليمة. هذه التقنية تعتبر من العلاجات الحديثة التي توفر نتائج فعالة بأقل آثار جانبية.

الدعم والرعاية للأهل والطفل

الدعم النفسي: يُعتبر الدعم النفسي جزءًا أساسيًا من علاج الأطفال المصابين بأورام الضفيرة المشيمية. يمكن تقديم الدعم النفسي من خلال الاستشارات الأسرية والجلسات العلاجية التي تساعد الطفل وأهله على التكيف مع الوضع.

إعادة التأهيل: بعد العلاج، قد يحتاج الطفل إلى جلسات إعادة التأهيل، سواءً كانت فيزيائية لتحسين الحركة أو علاج نطقي لتقوية مهارات التواصل، وذلك حسب التأثيرات الجانبية التي قد يتركها الورم أو العلاج.

الخلاصة

أورام الضفيرة المشيمية عند الأطفال هي حالة نادرة لكنها تحتاج إلى اكتشاف وعلاج فوري لضمان أفضل النتائج الممكنة. يعتمد نجاح العلاج على التشخيص المبكر والاختيار الدقيق لخطة العلاج التي تتناسب مع حالة الطفل ونوع الورم. من المهم للأهل أن يكونوا على دراية بالأعراض المبكرة وأن يلتزموا بمتابعة الحالة الصحية للطفل مع فريق طبي مختص لضمان أفضل رعاية ممكنة.




شريط الأخبار