ما هي أهمية إبرة الرئة للجنين؟ الفوائد، المخاطر، ومتى يجب استخدامها

الامارات 7 - إبرة الرئة، المعروفة أيضًا باسم الستيرويدات المحفزة لنضج الرئة، هي علاج مهم يُستخدم في حالات الحمل المبكر التي قد تؤدي إلى ولادة مبكرة. تُعطى هذه الإبرة للأمهات الحوامل في الحالات التي يوجد فيها خطر ولادة الطفل قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، بهدف تحفيز نمو ونضج رئتي الجنين وزيادة فرصته في التنفس بشكل طبيعي بعد الولادة. في هذا المقال، سنتناول أهمية إبرة الرئة للجنين، فوائدها، الحالات التي يُنصح فيها باستخدامها، وكذلك المخاطر المحتملة المتعلقة بها.

ما هي إبرة الرئة ومتى تُستخدم؟

إبرة الرئة هي حقنة تحتوي على أدوية من فئة الستيرويدات، مثل البيتاميثازون أو الديكساميثازون. تُعطى هذه الحقن للأم الحامل في حالات الطوارئ التي تتطلب ولادة مبكرة، أو عندما يكون هناك خطر كبير من الولادة المبكرة، مثل حالات تمزق الأغشية المبكر، أو ارتفاع ضغط الدم لدى الأم، أو الحمل المتعدد. الهدف من هذه الإبرة هو تحفيز نضج الرئة للجنين حتى يكون قادرًا على التنفس بشكل أفضل بعد الولادة.

فوائد إبرة الرئة للجنين

تحفيز نضج الرئتين

تُساهم إبرة الرئة في تسريع نمو ونضج الحويصلات الهوائية داخل الرئة، وهو ما يساعد على تقليل احتمالية تعرض الطفل لمشاكل التنفس بعد الولادة. عادةً، لا تكون رئتي الجنين مكتملتي النمو حتى الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، ولهذا يكون الوليد الخديج أكثر عرضة لمشاكل التنفس.

تقليل خطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية (RDS)

تساعد إبرة الرئة في تقليل خطر إصابة الطفل بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، التي تُعد من المشكلات الشائعة بين الأطفال الخدج. تعمل الستيرويدات على تعزيز إنتاج مادة السرفاكتانت التي تساعد في الحفاظ على الرئة منتفخة وتسهيل التنفس.

تقليل الحاجة إلى الدعم التنفسي

الأطفال الذين يولدون قبل اكتمال فترة الحمل قد يحتاجون إلى دعم تنفسي مثل أجهزة التهوية الصناعية. إبرة الرئة تساعد على تقليل الحاجة لمثل هذه الأجهزة، مما يخفف من العبء على الطفل ويزيد من فرص التعافي بشكل أسرع.

تقليل المضاعفات الأخرى

بالإضافة إلى دورها في تعزيز صحة الرئتين، يمكن أن تُقلل إبرة الرئة من مخاطر الإصابة بمضاعفات أخرى مثل نزيف الدماغ أو التهاب الأمعاء، وهي مشكلات قد تواجه الأطفال الخدج.

متى يجب استخدام إبرة الرئة؟

الولادة المبكرة المحتملة: تُعطى الإبرة عندما يكون هناك احتمال كبير للولادة المبكرة، بين الأسبوعين 24 و34 من الحمل. قد يُوصي الطبيب باستخدامها إذا كان هناك تمزق في الأغشية، أو إذا كانت الأم تعاني من مخاض مبكر أو مشكلات صحية قد تستدعي الولادة قبل الأوان.

الحمل المتعدد: في حالات الحمل بتوأم أو أكثر، تزيد احتمالية الولادة المبكرة. يمكن أن تُعطى إبرة الرئة للأم الحامل لضمان نضج رئتي الأجنة قبل الولادة.

حالات طبية معقدة: في بعض الحالات التي تعاني فيها الأم من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم الحملي أو تسمم الحمل، قد يُنصح باستخدام إبرة الرئة للوقاية من المضاعفات المحتملة للطفل.

كيفية إعطاء إبرة الرئة

إبرة الرئة تُعطى عادةً في العضل، وغالبًا ما تتطلب جرعتين تفصل بينهما 12 إلى 24 ساعة. يبدأ تأثير الإبرة في غضون 24 ساعة ويستمر لعدة أيام، ولهذا يُنصح بإعطائها في أقرب وقت ممكن عند التوقع بحدوث ولادة مبكرة.

المخاطر والآثار الجانبية المحتملة

زيادة مستوى السكر في الدم: يمكن أن تؤدي إبرة الرئة إلى زيادة مستوى السكر في الدم، وهو ما قد يكون مصدر قلق خاص للأمهات المصابات بالسكري أو اللواتي لديهن تاريخ مرضي في هذا الجانب. يجب مراقبة مستويات السكر بعناية بعد إعطاء الإبرة.

زيادة خطر العدوى: في بعض الحالات، قد تزيد الستيرويدات من خطر الإصابة بعدوى، خاصة إذا كانت الأغشية المحيطة بالجنين قد تمزقت قبل الأوان.

آثار جانبية قصيرة الأمد: قد تعاني الأم من آثار جانبية قصيرة مثل الأرق أو التقلبات المزاجية، ولكن هذه الآثار عادة ما تكون مؤقتة وتختفي بعد فترة.

هل هناك مخاطر على الجنين؟

بالرغم من الفوائد الكبيرة لإبرة الرئة في تعزيز نضج رئة الجنين، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الفوائد تفوق بكثير المخاطر المحتملة، خاصة في الحالات التي تتطلب ولادة مبكرة. استخدام الستيرويدات يتم تحت إشراف طبي دقيق لضمان سلامة الأم والجنين.

الخلاصة

إبرة الرئة هي واحدة من التدخلات الطبية الهامة التي يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في صحة الطفل عند الولادة المبكرة. من خلال تعزيز نضج الرئتين وتقليل مخاطر المضاعفات التنفسية، تساهم هذه الإبرة في زيادة فرص النجاة والتعافي السريع للطفل الخديج. من الضروري أن تتلقى الأمهات الحوامل النصائح الطبية المناسبة والتحدث مع الطبيب حول الفوائد والمخاطر المحتملة لإبرة الرئة لضمان أفضل رعاية ممكنة للأم والجنين.




شريط الأخبار