عماد الدين أديب
الأزمة بدأت حينما ادعى ترامب أن حاكم كاليفورنيا وعمدة لوس أنجلوس لا يقومان بدورهما في تعقب وترحيل المهاجرينالاضطرابات الداخلية في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، والتي تم بسببها قيام الرئيس دونالد ترامب باستدعاء قوات الحرس الوطني، خلقت أزمة تعدت هذه الاضطرابات.
هناك انقسام في الرأي العام الأمريكي حول هذه الأزمة، وأسلوب تعامل الرئيس ترامب معها.
فيما يختص بأسباب الأزمة، فهي أساساً تعود إلى موقف الرئيس وإدارته – منذ اليوم الأول – من مسألة المهاجرين غير الشرعيين، الذين قدموا عن طريق التهريب عبر الحدود الممتدة مع المكسيك.
معظم هؤلاء من العرق اللاتيني، ومعظمهم من الذين يعانون من البطالة، وبعضهم – حسب كلام ترامب – من المجرمين أصحاب السجل الإجرامي في بلادهم.
موقف إدارة ترامب منذ اليوم الأول هو ضرورة التهجير والإعادة مرة أخرى إلى بلادهم، وأنه من غير المقبول استمرار أي منهم على الأراضي الأمريكية لتأثيرهم السلبي في أجور العمال الشرعيين، وفي انتشار الجرائم، وتهديد الأمن الاجتماعي.
هذا الإجراء حظي – حسب استطلاعات الرأي - برضا المواطنين الأمريكيين.
الأزمة بدأت حينما ادعى ترامب أن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، وعمدة مدينة لوس أنجلوس اللذين ينتميان إلى الحزب الديمقراطي والمعروفين بعدائهما العلني لإدارة ترامب، لا يقومان بدورهما التنفيذي في عمليات التعقب والترحيل لآلاف المهاجرين غير الشرعيين في الولاية بوجه عام، وفي مدينة لوس أنجلوس بوجه خاص.
ويقال إن هذا الموقف يعود إلى عدم رغبة الحاكم والعمدة في التفريق بين المهاجرين غير الشرعيين وعائلاتهم المستقرة، والتي تعيش منذ عقود بشكل شرعي في الولاية.
إزاء هذا الموقف، وإزاء عدم استجابة الشرطة المحلية في مواجهة تظاهرات الشغب المؤيدة للمهاجرين غير الشرعيين، قام ترامب باستدعاء قوات الحرس الوطني إلى الولاية والبالغ عددها – حتى الآن – 1700.
ويذكر أن استدعاء هذه القوات هو من سلطات الرئيس الأمريكي التنفيذية، وقد تم استدعاؤها منذ الستينيات 31 مرة، وكلها في حالات ما يعرف بحالات «التمرد والشغب العام»، وكل ما يهدد البلاد بمخاطر أمنية داخلية.
وقيل إن ترامب استخدم حقه الدستوري من أجل تحقيق الاستقرار، ومنع الاعتداء على الممتلكات من قبل «جماعات وعصابات إجرامية».
أما الرأي المخالف لذلك فيقول، إن ترامب بقراره هذا تجاوز صلاحيات الحاكم والعمدة، وقام بعسكرة حق مدني أصيل يكفله الدستور وهو حق التظاهر السلمي.
لا أحد يعرف بعد استمرار هذه الاحتجاجات ليومها الرابع هل سوف تنتشر في ولايات أخرى أم أن الحرس الوطني قادر على إنهاء انتشارها، خاصة بعد بدء تظاهرات مماثلة في دالاس!