عماد الدين أديب
الاستقبال الرسمي والشعبي غير المسبوق الذي حصل عليه الرئيس الأرجنتيني ميللي عند زيارته هذا الأسبوع لإسرائيل يطرح السؤال الكبير: لماذا هذا الاستقبال؟ وما أهمية الأرجنتين بالنسبة لإسرائيل؟ وما أهمية إسرائيل بالنسبة للأرجنتين؟
الزيارة أحيطت باهتمام غير مسبوق في إسرائيل، التي تعيش عشرات الأزمات الداخلية والأمنية.
أتيح للرئيس ميللي أن يلقي خطاباً أمام الكنيست الإسرائيلي في احتفالية سياسية أحاطت به من كافة القوى والأحزاب الممثلة في الكنيست.
لمن لا يعرف، فإن الجالية اليهودية أو الأرجنتينية من أصحاب الديانة اليهودية هم ثاني أكبر تجمع يهودي خارج إسرائيل بعد يهود الولايات المتحدة الأمريكية.
ويهود الأرجنتين يمثلون تاريخياً قوى مالية وتجارية، وبالتالي سياسية، في المجتمع الأرجنتيني.
أي رئيس أرجنتيني يريد أن يصل للسلطة أو يستقر في حكمه، عليه أن يكون على علاقة قوية وصداقة عميقة بالمكون اليهودي الأرجنتيني، وأيضاً بالعلاقة الثنائية مع الدولة العبرية.
وأي رئيس أرجنتيني تتوفر له هذه العلاقة سوف يضمن تلقائياً علاقة متميزة مع المؤسسات السياسية المؤثرة في واشنطن، بدءاً من البيت الأبيض إلى مجلس الشيوخ والنواب وصولاً إلى مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام المؤثرة.
في خطابه في الكنيست، أعلن الرئيس الأرجنتيني تضامنه الكامل ودعمه غير المشروط «لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وأبدى إعجابه الشديد بأداء الدولة والحكومة والجيش لمواجهة ما أسماه بـ«العمليات الإرهابية» التي تمت في 7 أكتوبر.
وفي هذا الخطاب، أعلن الرئيس ميللي قيام بلاده رسمياً بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، ما قوبل بتصفيق حاد من كافة أعضاء الكنيست.
بذلك يكون الرئيس ميللي قد ضمن لنفسه دعماً في انتخابات بلاده المقبلة، وضمن استمرار دعم اللوبي الإسرائيلي له في واشنطن.