مؤتمر "أفضل ما في أسكو الإمارات 2025" يناقش مستجدات تشخيص وعلاج الأورام

الامارات 7 - ناقش مؤتمر "أفضل ما في أسكو الإمارات 2025"، الذي نظمته شركة "صحة" التابعة لمجموعة "بيور هيلث"، بالتعاون مع مستشفى توام، وبمشاركة نخبة من أبرز خبراء الأورام من مختلف أنحاء العالم، أحدث المستجدات في تشخيص وعلاج الأورام، وتبادل الخبرات والمعارف حول أحدث الابتكارات العلمية والتقنية في هذا المجال.

وشهدت جلسات المؤتمر بنسخته الثالثة ،على مدار يومين ، عروضاً علمية متخصصة، ركزت على آخر التطورات في مجالات متعددة من طب الأورام، من بينها سرطان الثدي، وسرطانات الجهاز الهضمي، والأورام النسائية. كما تناول المؤتمر الذي اختتم اليوم تطورات العلاج المناعي والعلاج الموجه والتقنيات الحديثة في الرصد والتشخيص المبكر.

وقال البروفيسور ديبو تريباثي، من جامعة تكساس ورئيس قسم أورام الثدي بمركز "إم دي أندرسون" للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية، في تصريح لـ "وام" ، إن الجلسة التي شارك فيها سلطت الضوء على نتائج أبحاثه، حيث تناول في عرضه العلمي موضوع استهداف مستقبلات الإستروجين، باعتبارها من المسارات المحورية المسؤولة عن تطور واستمرار سرطان الثدي.

وأضاف أن المرحلة الحالية تشهد ظهور علاجات جديدة تشكل تحولاً نوعياً في هذا المجال، حيث لا تقتصر على العلاجات الهرمونية الحديثة فحسب، بل تشمل أيضاً العلاجات البيولوجية المستهدفة مثل مثبطات "CDK" ومثبطات "PI3" كيناز، التي أحدثت نقلة نوعية في معالجة المرض.

وأشار إلى أن هذه العلاجات تساهم في تحسين نتائج علاج سرطان الثدي المتقدم، حيث تم مناقشة أبرز العلاجات الجاري اختبارها في هذا الإطار خلال المؤتمر، ومع إثبات فاعليتها في مراحل المرض المتقدمة، و يتم حالياً توسيع استخدامها في المراحل المبكرة والعلاج المساعد.

و قدم البروفيسور ديبو تريباثي خلال مشاركته معلومات موسعة حول فعالية مثبطات "CDK" في المراحل المبكرة، مؤكداً أنها تسهم في تقليل حالات الانتكاس، مع احتمال تأثيرها مستقبلاً في تقليل معدلات الوفيات، رغم أن الوقت لا يزال مبكراً للحكم النهائي على هذا الأثر، لكنه أبدى تفاؤله بمستقبل هذه العلاجات.

وأوضح أن البيانات الخاصة بعقار ريبوسايكليب "Ribociclib" تبدو واعدة بشكل خاص، إلى جانب توفر نتائج مشجعة حول عقار أبيماسيكليب "Abemaciclib"، معتبراً أن اعتماد هذه الأدوية قد يحدث فرقاً ملموساً في مسار علاج المرضى.

و تطرق تريباثي، إلى التقدم الملحوظ في مجال الحمض النووي الخلوي المتحرر من الأورام "ctDNA"، موضحاً أن تتبع التغيرات الجزيئية في الدم قد يتيح إمكانية توجيه العلاج بشكل استباقي قبل ظهور التقدم السريري للمرض، وهو مجال يشهد تطوراً متسارعاً ويمثل محوراً رئيسياً للنقاش خلال هذا المؤتمر.

و شدد على أهمية انعقاد هذا المؤتمر كمنصة عالمية تجمع نخبة من الخبراء، خصوصاً من منطقة الشرق الأوسط، حيث تسجل المنطقة نسباً مرتفعة من المرضى في الفئات العمرية الأصغر سناً، ما يتطلب تطوير استراتيجيات علاجية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتهم.

من جانبه، أشار الدكتور فيصل التركيت، استشاري علم الأورام ورئيس وحدة سرطان الثدي في مركز الكويت لمكافحة السرطان، في تصريحه إلى دراسة حديثة نوقشت في مؤتمر "أفضل ما في أسكو الإمارات 2025"، تبرز إمكانية تقليل جرعات العلاج الكيميائي التقليدي في حالات سرطان الثدي من نوع "HER2-positive"، عند استخدام العلاجات الموجهة مثل "الهيرسبتين و البيرجيتا"، موضحاً أن الدراسة أكدت أن المرضى في المرحلتين الأولى والثانية يمكنهم الاستغناء عن إعطاء "الكاربوبلاتين" ما يؤدي إلى تقليل المضاعفات بشكل كبير دون التأثير على فعالية العلاج.

ولفت إلى أن هذه الدراسة تمثل نقلة نوعية في تعديل البروتوكولات العلاجية، وتحسين جودة حياة المرضى، مؤكداً أن تطبيق نتائجها سيكون له أثر إيجابي ملموس خلال متابعته للمرضى في الكويت.

وشدد على أهمية استمرار المشاركة في المؤتمرات العلمية لما لها من دور في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين دول الخليج والإمارات، خاصةً في ظل التحديات الفريدة التي تواجه المنطقة، ومنها صغر أعمار المرضى المصابين بسرطان الثدي مقارنة بالدول الغربية، حيث يبلغ متوسط عمر المرضى ذوي الخطورة في أمريكا وأوروبا نحو 64 عاماً، بينما تسجل دول الخليج إصابات في أعمار تقل عن 40 عاماً.

وأكد على ضرورة تكثيف برامج الكشف المبكر، خصوصاً للفئات العمرية التي تقل عن 40 عاماً، مشدداً على أن الكشف المبكر يرفع معدلات الشفاء إلى أكثر من 90% عند اكتشاف المرض في مراحله الأولى، كما حذر من مخاطر تأجيل الفحص والكشف، مشدداً على أن التأخر في التشخيص يؤدي إلى تفاقم المرض ويصعب من عملية علاجه، داعياً إلى ضرورة الاكتشاف المبكر كخطوة حاسمة في مكافحة سرطان الثدي.




شريط الأخبار