شجرة النخيل .. ذاكرة حية تنبض بالعطاء

عادل المرزوقي
تُعدّ شجرة النخيل جزءاً لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والاجتماعية، فهي ليست مجرد شجرة مثمرة، وإنما حكاية متجذرة في وجداننا، وذاكرة حية تنبض بعطاء الأجداد، فقد شكّلت مزارع النخيل إرثاً ينتقل من جيل لآخر، حاملاً معه مشاعر الانتماء والمحبة والارتباط بالأرض.
وقد نشأنا جميعاً على حب النخلة وشغف التمر بأنواعه ومذاقاته المتنوعة، ما يعكس ارتباطاً وجدانياً عميقاً بهذه الثمرة المباركة. هذا الحب المتأصل تُجسّده مواسم ومهرجانات سنوية تحتفي بالنخلة ومنتجاتها.
ومن بينها مهرجان دبي للرطب، الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ويشكل منصة ثقافية واقتصادية وتراثية تجمع بين الماضي والحاضر، وتستعرض تعلق أبناء الدولة بالنخلة، رغم تطور أنماط الحياة وتعدد الخيارات الغذائية.

نجح «دبي للرطب» وغيره من المهرجانات في استقطاب أصحاب المصانع والشركات والجهات الحكومية والخاصة، لتسهم بدورها في دعم منظومة الأمن الغذائي من خلال طرح حلول زراعية مبتكرة، ونشر الوعي بثقافة الزراعة المستدامة.
وتسليط الضوء على أهمية النخيل ومنتجاته في حياة الإنسان. كما تبرز هذه الفعاليات البعد التراثي للنخلة، من خلال دعم الصناعات المحلية المرتبطة بها، وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي والاقتصادي المعاصر.

أهمية النخلة في الإمارات لا تقتصر على بعدها الغذائي أو الاقتصادي فحسب، وإنما تنبع أيضاً من رمزية عميقة تتصل بالهوية الوطنية، فقد اعتمدت شعاراً للعديد من الدوائر الرسمية.
كما تنتشر زراعتها في الشوارع والحدائق والمتنزهات العامة، لقدرتها الفريدة على التكيف مع البيئة الصحراوية، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر الأشجار التي تحظى باهتمام ورعاية الدولة.

وها هي النخلة اليوم تجسد رمزاً وطنياً نعتز به وتتباهى به الإمارات في المحافل الدولية، لا سيما في مجالات تنمية زراعة النخيل عبر تقنيات زراعة الأنسجة، وإنتاج وتصنيع التمور وفق أعلى المعايير العالمية.

مسار:
شجرة النخيل لا تحمل ثمارها فحسب، بل تنقل رسالة حضارية متأصلة، عنوانها الوفاء للأرض، والارتباط بالتراث.



شريط الأخبار