جيل القراءة العربي .. حفاوة مستحقة

أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء
منذ لمعة النور الأولى في مجد العرب، كانت كلمة «اقرأ» هي الشرارة التي صنعت ذلك اللهيب العظيم في حبّ العلم والمعرفة وصناعة تاريخ جديد للعرب، هؤلاء الفرسان الذين كانوا يمتلكون أروع أخلاق الفرسان قبل نزول القرآن، فجاء هذا النور المبين، فاستخرج منهم.
ومن خلال فعل القراءة، وحبّ العلم والمعرفة، أفضل نموذج إنساني حمل على عاتقه عبء إنارة الحياة بتعاليم القرآن العظيم، وانطلق فرسان الجزيرة على صهوات خيولهم، وهم يحملون مشاعل النور والهداية، حتى وصلوا إلى الأندلس غرباً.

وأقاموا فيها واحدة من أروع المدنيّات الإنسانية، تماماً كما اندفعوا إلى الشرق، وأقاموا أعظم المدن المتحضّرة في بخارى وسمرقند، ليظلّ فعل القراءة الأول، هو المسؤول عن كل إنجاز لهؤلاء العرب الشجعان.

تأسيساً على هذا الجذر التاريخي العميق لقيمة القراءة في الثقافة العربية، أطلق صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مبادرة تحدّي القراءة العربي، الذي هو أكبر مشروعٍ للقراءة في العالم العربي، من أجل تنمية هذه المهارة الفريدة القادرة على صناعة الوعي، وصقل الشخصيّة.
وتدريب العقل على تذوّق حقائق العلم والمعرفة، من أجل صناعة مستقبلٍ مشرقٍ للطفل العربي، وبحسب عبارة صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد، فإنّ «أوّل كتاب يمسكه الطلاب يكتب أوّل سطر في مستقبلهم»، ويكشف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن فلسفة هذا التحدي بقوله:

«إنّ غرس حب القراءة في نفوس الصغار، هو غرسٌ لأسس التقدم والتفوق لبلداننا»، وذلك من أجل إحداث نهضة في القراءة، تكون كفيلة بصناعة الوعي داخل الشخصية العربية، لتكون دولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة السّبق في هذا المجال الزاهر الحضور والتأثير.

واحتفاءً بنتائج الدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي، وتنويهاً بما حققه طلاب مدارس الإمارات، نشر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد تغريدة متوهّجة بالأمل والفخر والاعتزاز بالمسيرة الرائعة لمشروع تحدّي القراءة العربي، وبما أنجزه طلاب الإمارات من تميّز ملحوظ في النتائج النهائية للدورة التاسعة من تحدي القراءة العربي.
«احتفلت واحتفت دولة الإمارات بـ 810 آلاف طالب من 1380 مدرسة من مدارس الدولة، شاركوا في تحدي القراءة العربي، والذي بلغت مشاركاته العربية والعالمية أكثر من 32 مليون طالب»، بهذه الكلمات المفعمة بالفخر، افتتح صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم التغريدة، التي تعبّر عن فخره بحفاوة الدولة بهذا المنجز الثقافي الكبير، الذي يعكس رؤية الدولة والقيادة لأهميّة إنشاء أجيال تعرف قيمة المعرفة.
من خلال نشاط القراءة، الذي هو إحدى السِّمات العميقة للتحضّر في العالم الحديث، وغيرُ خافٍ ما تدلّ عليه الأرقام التي ذكرها سموه، من عمق التأثير الذي تركته هذه المبادرة، حيث انخرط فيها ملايين المشاركين، خلال تسع سنوات، هي في عمر الزمن رحلة قصيرة.

لكن طبيعة العناية الّتي توليها المبادرة لهذه الأجيال، هي التي كان لها أكبر الأثر في جذب هذه الملايين من المشاركين، الذين يقدمون الدليل الحقيقي على تقديرهم الصادق لهذه المبادرة، التي تحظى بكلّ هذا الحضور الفاعل الكثيف.

«أشكر أخي الشيخ عبد الله بن زايد، على رعايته لهذا الحدث الطلابيّ الوطنيّ، وأبارك للطالبة ريم عادل الزرعوني من مدرسة الاتحاد الوطنية بأبو ظبي، تفوّقها على 800 ألف طالب في القراءة، والتي قرأت 300 كتاب خلال رحلتها في التحدّي.
وأبدعت في فهم محتوى هذه الكتب»، وبأخلاق القائد الكبير، يتقدّم صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، بالشكر إلى أخيه سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيّان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجيّة، على رعايته لهذا الحدث الوطنيّ الثقافيّ الكبير، الذي أصبح من معالم التميّز في مسيرة الدولة، ودليلاً على مواكبتها لإيقاع العصر ومستحقّاته المعرفية.

كما تلطّف صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، بتقديم التهنئة للطالبة المتميّزة ريم عادل الزرعوني، الّتي حقّقت هذا التفوّق الكاسح، الذي أهّلها للفوز بالمركز الأول.

ضمن منافسة شديدة، تفوقت من خلالها على 800 ألف طالب وطالبة من الذين تقدّموا إلى هذا السباق المتميز، وكانت مسيرتها نحو الفوز مكلّلة بالجدّ والاجتهاد، حيث قرأت ثلاثمئة كتاب، مع فهمٍ عميقٍ لمحتواها، قبل تحقيقها لهذا الإنجاز الرائع الفريد.

«فخورٌ بمشاركة طلاب الإمارات، سعيدٌ بإقبال الجيل الجديد على القراءة، ومطمئنٌ على مستقبل بلادنا في أيدي جيلٍ يُحبُّ التعلّم ويَعشق القراءة»، ثمّ كانت هذه الخاتمة التي تفوح بعطر الفخر والتفاؤل والأمل.
حيث عبّر صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، عن مشاعر الفخر والاعتزاز، بالمشاركة القويّة الفاعلة لطلابّ الإمارات في هذا التحدّي العتيد.

وتجسد هذه المبادرة حرص صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، لصناعة جيلٍ جديد عميق الإحساس بجذوره الحضارية، ومنخرطٍ بكلّ شجاعة في ثقافة العصر ومكتسباته المعرفية المتميزة.



شريط الأخبار