العمل التطوعي ركيزة للتقدم الاجتماعي

عمر عبيد غباش

يعد العمل التطوعي من أبرز صور التلاحم المجتمعي والوعي الإنساني، فهو ليس مجرد نشاط فرعي، بل هو فعل حضاري يسهم في بناء الأوطان وتعزيز الشعور بالمسؤولية والانتماء.
وقد بات التطوع جزءاً أساسياً من استراتيجيات التنمية المستدامة في كثير من الدول، ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة.

ففي الإمارات، يحظى العمل التطوعي باهتمام رسمي وشعبي كبير، حيث تبنت الدولة العديد من المبادرات لدعم المتطوعين وتنظيم جهودهم.
ومن أبرز هذه المبادرات المنصة الوطنية للتطوع التي جمعت عشرات الآلاف من المتطوعين.

وفي المناسبات الوطنية والفعاليات الدولية الكبرى، مثل إكسبو 2020 دبي، حيث تجاوز عدد المتطوعين 30 ألفاً من مختلف الأعمار والجنسيات، الذين قاموا بمهام تنظيمية وإرشادية ولوجستية عززت من صورة الإمارات الحضارية.

ومن النماذج المحلية الملهمة أيضاً، برنامج تكاتف التابع لمؤسسة الإمارات، والذي مكن آلاف الشباب من المشاركة في مشاريع تعليمية وصحية وبيئية في الداخل والخارج، ما عزز من وعيهم المجتمعي وروح المبادرة لديهم.
أما على الصعيد الإنساني الدولي، فيبرز دور المتطوعين في الهلال الأحمر الإماراتي، الذين يسارعون دائماً إلى غوث المتضررين من الكوارث والنزاعات.
ففي قطاع غزة، كان لهؤلاء المتطوعين دور بارز في تقديم المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية، رغم التحديات الميدانية، مؤكدين على التزام دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعوب المحتاجة، وناشرين لرسالة السلام والتضامن.

وفي العالم العربي، تتعدد التجارب الناجحة في هذا المجال؛ ففي المغرب هناك مبادرات تطوعية لدعم التعليم في القرى النائية، وفي الأردن تنشط مراكز التنمية المجتمعية في تمكين المرأة والشباب، وفي مصر، تعتمد العديد من برامج رعاية الأيتام ومحو الأمية على جهود المتطوعين.
العمل التطوعي إذن، ليس مجرد عطاء وقت، بل هو استثمار في الإنسان والمجتمع.
وهو عامل جوهري في بناء التلاحم المجتمعي، وركيزة لتقدم الشعور الوطني وتعزيز الروح الجماعية.

فبقدر ما نغرس في نفوس الأفراد قيمة التطوع، بقدر ما نحصد مجتمعات أكثر وعياً وتماسكاً وقدرة على مواجهة التحديات.



شريط الأخبار