الوسام الخاص .. مسافة الحُبّ بين دبيّ ودمشق

أ.د. محمّد عبد الرّحيم سلطان العلماء
في موقفٍ يليق بأخلاقه الكبيرة وإنسانيته الفريدة، طالعنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وهو يضع بكل تواضع ومحبّة وِسامه الخاص على صدر طفلة من دمشق الشام، هي ميلا القدسي، التي ابتسم لها الحظّ حين التقاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مرّتين خلال أسبوعٍ واحد.


فما كان منه إلا أن كرّمها بهذا الوسام الذي يتطلّع لنيله كلّ من يعرف قيمة هذا الرمز الكبير في سياق التكريم، ليضيف سموه بهذا الموقف الإنساني اللطيف موقفاً آخر لكثيرٍ من مواقفه المتميّزة التي يلتفت بها إلى البسطاء، ويحنو بيده الكريمة على قلوبهم، ويرسم على وجوههم ملامح الفرح الصادق الذي يختزل كلّ معاني الشكر والامتنان لهذا القائد الإنسان.

من جهتها عبّرت الطفلة ميلا القدسي بلسان الطفولة البريء عن سعادتها الغامرة بهذه الفرصة النادرة، وهذا الحظّ السعيد الذي أتاح لها لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حيث قالت:

«أنا محظوظة جدّاً لرؤية الشيخ محمد بن راشد، وأعطاني هذا الوسام الذهبي»، ليكون هذا الوسام الثمين هو هديّة دبي لدمشق وتلخيصاً لعُمق المحبة التي تجمع بين أقطار العروبة وأبنائها، فصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مسكونٌ بمحبّة بني قومه، ويسعى بكل ما أوتي من مجد وسلطان في سبيل إسعادهم والارتقاء بشعوبهم ورسم ملامح الفرح على وجوههم، وما زلنا نتذكّر تلك الهدية الثمينة من خيل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي أرسل بها إلى طفلةٍ عراقيّةٍ سالت دموعها حزناً على نفوق حصانها، لتظلّ سيرة سموه الإنسانية نموذجاً يُحتذى في المواقف والأخلاق.

إنّ هذا الموقف الإنسانيّ الكبير من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو تعبيرٌ عن الروح الكبيرة التي تسكن مدينة دبي؛ مدينة الحُبّ والتسامح والاحتفاء بالإنسان فقد شاءت الصدف أن يشاهد سموه هذه الطفلة السورية ميلا القدسي مرّتين متتاليتين في أسبوعٍ واحد، فما كان من سموه إلا أن بادر إلى رسم ملامح الفرح على وجهها، وغرس الإحساس بالثقة في قلبها وروحها، حين وضع على صدرها وسامه الخاص.

وطلب منها الحفاظ على هذا التذكار الثمين الذي سيظلّ ملمح فخر مع هذه الطفلة طول حياتها، وقد وصفت والدتها السيدة ميّ دالاتي حجم الفرح الكبير الذي ملأ قلب ابنتها التي لم تترك أحداً من أفراد عائلتها وأصدقائها إلا وحدّثته عن هذا الحظّ السعيد الذي جمعها بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي رسم هذه المشاعر الصادقة على جبينها الطفوليّ الجميل، وهي الطفلةُ التي غمرتها السعادة بهذا الحدث ولم تستطع النوم إلا بعد الحديث عن وَقْع هذه الهدية الثمينة على قلبها الغضّ، وعما تعنيه لها من علاقات الأخوّة بين دبي ودمشق اللتين تحتضنان الحلم العربي والطفولة العربية، وتسعيان نحو رسم مستقبلٍ مُشرقٍ للإنسان العربي الذي يستحقّ حياة تليق بثقافته وكرامته الحضارية.

وليظلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نبراساً يُضيءُ الطريق أمام جميع السائرين في طريق صناعة الحلم العربي، واستعادة مجد الثقافة العربيّة، وتمهيد الطريق نحو نهضةٍ شاملةٍ تقوم في جوهرها على احترام الإنسان وتنوير بصيرته بمعركته الحقيقية في هذه الحياة التي ضَلّت فيها الدروب، وخسر الإنسان كثيراً من معاركه النازفة في الميادين الخاطئة.



شريط الأخبار