الدكتورة وفاء الناخي
ماذا لوفي المرحلة الجامعية، غالباً ما يكون هناك مرشد للطالب يقدم له الدعم والإرشاد من أجل إنهاء الرحلة الدراسية بنجاح. تعتمد نجاح تجربة الإشراف والإرشاد الأكاديمي على عاملين مهمين: خبرة المرشد وحكمته التي اكتسبها من تجربته الأكاديمية، وتجاوب الطالب مع المرشد بالمساهمة في وضع خطة تتناسب مع مهاراته وغاياته وتخصصه الأكاديمي. كل ذلك يساعد على رسم مسار أكاديمي واضح المعالم لتخطي التجربة الأكاديمية بنجاح.
المرشدون المميزون هم الذين لا يتوانون عن تقديم الدعم الإيجابي والتركيز على نقاط قوة الطالب، بتوجيهه للتخصص والمواد الدراسية والأنشطة الخارجية التي تتوافق مع قدرات الطالب، والمكملة لميوله ورؤية الطالب لنفسه. والمرشد الذكي هو الذي يوجه الطالب عبر خطة طويلة المدى من أجل إثراء تجربة الطالب ليست الأكاديمية فقط، بل الحياتية.
قد تتشابه تجربة الإرشاد والتوجيه الأكاديمي بالتجربة الوالدية، من حيث تقديم الدعم واهتمام الوالدين بالأبناء، إلا أن في التوجيه الأكاديمي، يتحمل الطالب المسؤولية الأكبر عن نجاحه، بحيث يكون الطالب هو المسؤول الأول والأخير عن وصوله لأهدافه التي وضعها هو لنفسه.
قد يظن البعض أن الإرشاد والتوجيه ينحصران بمرحلة وعمر معين في التربية والمجال الأكاديمي فقط، ولكن تجارب الحياة تدلنا على أنه ليس هناك عمر معين لا يحتاج فيه الفرد للإرشاد والتوجيه. من خلال احتكاكي بالناجحين والمتميزين، وجدت أن هناك الكثير منهم وحتى من هم في سن متقدمة، لديهم موجهين في الحياة يتعلمون منهم.
هناك دائماً شيء ما يمكننا تعلمه من الآخرين، خصوصاً من الذين يتمتعون بالمعرفة والحكمة والتجربة الغنية بغض النظر عن فئتهم العمرية، فهناك من هو مستعد لتقديم الدعم والإرشاد دون إصدار أحكام على الآخرين.
ماذا لو أدركنا بأن التوجيه والإرشاد هو علاقة منفعة تبادلية بين المتلقي والمرشد، حيث يكتسب كلاهما فرصة جديدة للتعلم والنمو والوعي الذاتي؟ ماذا لو أدركنا .. إنْ لم نكن متواضعين ومستعدين للاستماع للنقد والتوجيه واحترام وقت المرشد وجهده، لن يظهر لنا المعلم المناسب؟