شريف بشارة
حين أنظر إلى دبي، لا أراها مجرد مدينة حديثة، بل أراها وعداً... وعداً بأن كل شيء ممكن. اخترت أن أعيش في هذه المدينة، أربي أولادي، وأضع جهدي ووقتي في مؤسساتها، لأنني أؤمن بدبي وأحبها حباً يتجدد كل يوم. ولأن دبي تمثل القلب النابض لطموح أكبر يشمل دولة الإمارات العربية المتحدة بأكملها، حلمي يمتد ليعانق رؤية وطننا الحبيب في أن يكون في مقدمة العالم. ومن بين كل القطاعات، يبقى قطاع الصحة الأقرب إلى قلبي، لأنه يمس الإنسان في أضعف لحظاته وأكثرها صدقاً.«ثروة الإنسان هي الصحة، ومن دونها لا طموح ولا عطاء» - المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
لقد علمتني الإمارات، منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أن الإنسان هو أغلى ما نملك، وأن كل من يعيش على أرض هذا الوطن له مكانة وقيمة مهما اختلفت جنسيته أو خلفيته.
كما ألهمني نهج المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الذي أدرك أن صحة الإنسان هي أساس نهوض المدن ورقيها.
«نهضة المدن تبدأ من صحة الإنسان، فالصحة هي أساس الإنتاج والعطاء والتقدم» - المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه.
واليوم، نجد أن مسيرة العطاء مستمرة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يؤمن بأن صحة الإنسان تسبق كل تنمية، وأن الأمن الصحي الشامل ركيزة لكل ازدهار. وبقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي علمنا أن الحلم لا حدود له، وأن خدمة الإنسان هي أسمى رسالة، لقد أصبحت دبي رمزاً للفرص والأحلام التي تتحقق.
أنا لا أحلم بمستشفيات أكثر فقط، بل أحلم أن تصبح دبي عاصمة الرحمة والذكاء الصحي، المدينة التي يلتقي فيها العلم بالتكنولوجيا ويتكاملان مع الكرامة الإنسانية. أحلم أن تكون دبي نموذجاً متفرداً للرعاية الصحية الشاملة رعاية تسبق المرض، تحاكي احتياجات الناس، وتضع الكفاءة والتعاطف في قلب كل قرار.
ولتحقيق هذا الحلم، أؤمن بأن دبي، ومن خلفها دولة الإمارات، تمتلكان بالفعل جميع المقومات: الإرادة السياسية، البنية التحتية المتطورة، الموارد، والمواهب المتميزة. ولكن التحدي الحقيقي يكمن في صياغة رؤية موحدة واستراتيجية تنفيذية تحول هذا الحلم إلى واقع ملموس. ولكي لا يبقى هذا الحلم فكرة مجردة، أرى أن تحقيقه يحتاج إلى رؤية واضحة وخطة تنفيذية محكمة، تشمل الرؤية الموحدة التي أؤمن بها لتحقيق ريادة دبي ودولة الإمارات الصحية عالمياً ما يلي:
1 - تأسيس دبي كنموذج عالمي للرعاية الذكية والرحيمة من خلال:
• الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، مع الحفاظ على اللمسة الإنسانية.
• إطلاق مبادرات للصحة الوقائية مدعومة بالتقنيات الحديثة والبيانات الصحية الضخمة.
2 - بناء بيئة بحث طبي عالمية المستوى من خلال:
• تأسيس «مدينة دبي للبحث والتعليم الطبي» بشراكات مع جامعات ومراكز بحثية عالمية مرموقة.
• مضاعفة الإنفاق على البحث والتطوير في المجالات الطبية والتقنيات الحيوية.
3 - إنشاء منظومة اعتماد صحية عالمية «Dubai Healthcare Accreditation – DHCA»، ويتجسد ذلك من خلال:
• وضع معايير دبي الخاصة بالمستشفيات الذكية والرعاية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
• تصدير هذه المعايير عالمياً لتكون دبي مركز تصنيف واعتماد للمستشفيات حول العالم.
4 - تحقيق توازن شامل بين القطاعين العام والخاص من خلال:
• تطوير نماذج تأمين صحي ذكية تضمن شمولية التغطية وجودة الرعاية بتكاليف معقولة.
• تحفيز الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لدعم الابتكار، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة.
5 - تعزيز مكانة دبي ودولة الإمارات وجهة أولى للسياحة العلاجية والصحة المستدامة، وذلك بالترويج لدبي والإمارات عاصمة للشفاء، وليس فقط للعلاج، عبر تقديم برامج طبية مبتكرة تجمع بين الطب التقليدي، والطب الوقائي، والتقنيات الحديثة.
6 - استقطاب أفضل الكفاءات الطبية والبحثية عالمياً، من خلال توفير بيئة عمل متكاملة ومغرية للأطباء والعلماء عبر برامج تنافسية وتسهيلات للإقامة والبحث.
7 - تأسيس «وادي دبي الصحي» كمركز عالمي لصناعة الصحة، وإطلاق منطقة حرة متخصصة بالتكنولوجيا الطبية والبحوث البيولوجية، على غرار «سيليكون فالي» في الابتكار الرقمي.
«صحة الإنسان قبل كل شيء. لا تنمية بدون صحة، ولا ازدهار بدون أمان صحي شامل» - صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
لماذا أؤمن بأن دبي ودولة الإمارات قادرتان على تحقيق هذا الحلم؟
• لأن دبي والإمارات لا تنتظران التغيير بل تصنعانه.
• لأن روح قادتنا لا تعرف حدوداً للطموح ولا سقفاً للأحلام.
• لأن كل مشروع يُبنى هنا، يُبنى بعين على الإنسان وقلب على المستقبل.
تخيّلوا دبي ودولة الإمارات في عام 2040
مدن ذكية تتنفس صحة، شوارعها تنبض بالحياة، وعياداتها ومستشفياتها تسبق المرض بخطوات. تخيّلوا أن يأتي المريض من أقصى بقاع الأرض، لا ليُعالج فقط، بل ليستعيد روحه وسط بيئة تحتضنه بالرحمة والذكاء. هنا في وطننا، لن تكون الصحة مجرد علاج، بل أسلوب حياة. من دبي، ومن قلب الإمارات، سنصدر للعالم رسالة جديدة: إن الرفاه الإنساني ليس حلماً، بل حقيقة تُبنى بالإرادة، ويصنعها قادة وشعوب يؤمنون بأن الإنسان أغلى ما نملك.
بحلول عام 2040، أريد للعالم أن ينظر إلى دبي ودولة الإمارات، لا كوجهة للرعاية الطبية فقط، بل كنموذج عالمي متكامل يجمع بين الابتكار، والرحمة، والاستدامة الصحية.
«الصحة أولويتنا... نريد لمستشفياتنا أن تسبق المرض، ولمجتمعنا أن يسبق الألم بالوقاية والمعرفة» - صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
هذا ليس حلماً مهنياً فقط... إنه حلم إنساني. إنه امتداد للنهج الذي غرسه قادتنا بأن صحة الإنسان وكرامته هي الاستثمار الحقيقي، وأن المستقبل تصنعه الأيادي التي تحب أرضها وتؤمن بقدرتها على التغيير. في دبي، وفي كل ركن من وطننا الإماراتي، لا نحلم بالمستحيل... بل نحوله إلى واقع.