حامد بن كرم
في عامها الخامس والأربعين، تزهو «البيان» بانطلاقتها المتجددة، وهي في أوج نضجها وعطائها، مستلهمة ألقها من وهج دبي، وعزيمتها من عنفوان هذه المدينة وصلب إرادتها.
«البيان»، وهي تطفئ شمعة عيدها اليوم، تضيء في الوقت ذاته سراجاً جديداً في مسيرتها الإعلامية، المهجوسة دوماً بتحقيق السبق والريادة، والحريصة على الدقّة والمصداقية والموضوعية، وهي التي ما انفكت تسعى إليها في كل حين وفجّ وصوب.
فهي، ومنذ أن دشنت أولى خطواتها على بلاط «صاحبة الجلالة» في العاشر من مايو عام 1980، عزمت على أن تكون نبض الوطن، وصوت المواطن، وصانعاً حقيقياً للتغيير الإيجابي، ودأبت على تقديم رسالتها الإعلامية، بكل تميز وشفافية، وسعي مستدام للريادة، مواكبة بذلك تطلعات القيادة الرشيدة، وداعمة وشريكة في مسيرة التنمية والتطوير في الدولة، ومرآة صادقة أمينة، في نقل قضايا المجتمع وتطلعاته، لترسخ على مدى العقود الماضية مكانتها الرفيعة في فضاءات الإعلام، محلياً وإقليمياً، ونموذجاً فريداً للكلمة المسؤولة والمتزنة.
45 عاماً؛ كانت «البيان» خلالها شاهدة على محطات الوطن المفصلية، وحارساً أميناً لمكتسباته ومنجزاته الحضارية، لتوثقها بالكلمة والصورة على صفحاتها الغرّاء، وتحفظها للأجيال، بدقة وحرفيّة أيضاً، مستندة في ذلك إلى روح الفريق الواحد، والتفاني في الأداء، والخبرات الكبيرة، التي طالما ميّزت كادر الصحيفة، بإداراتها المتتابعة، وقاماتها الإعلامية الوطنية، ومحرريها، وأقسامها الفنية، الذين تعاقبوا على هذا الصرح، منذ تأسيسه، وإلى اليوم.
ومن منطلق إدراكها لدورها الإعلامي المهم في مواكبة نهضة دبي وسرعة إنجازاتها، وتسارع حراكها التنموي، وسباقها المحموم لريادة المستقبل وتصميمه، وضعت «البيان» نفسها في سباق دائم مع الزمن، متجاوزة العديد من التحديات والعقبات، لترفد القارئ بأخبار وتقارير وتحليلات عن كل منجز في دولة الإمارات، ومعلومات لكل ما يتوق المتلقي إلى معرفته عن إعجازاتها، التي ما فتئت تبهر العالم.
وللوصول إلى هذه الغاية، اعتمدت «البيان» استراتيجيات تطوير متتالية، واكبت أحدث المستجدات التقنية في عالم الاتصالات والإعلام، ونجحت في صياغة توليفة خاصة بها، مزجت بين الإعلام التقليدي والحديث، دون التخلي عن جودة المحتوى وعناصره، معتمدة في ذلك على كفاءاتها البشرية، وقدرتها على التفاعل مع أدوات العصر، لتقدم للمتلقي منتجاً إعلامياً فائقاً، يجمع بين الجودة والتميز.
كما نجحت في وضع بصمة قوية في فضاء الإعلام الرقمي، عبر موقعها الإلكتروني، وإنتاجاتها الشبكية، وبثوث ومحتوى حصري على منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وبرامجها الهادفة والمتنوعة، والتي استقطبت ملايين المشاهدات والمتابعين.
لقد رسخت «البيان»، عبر أربعة عقود ونصف العقد، مدرسة في الالتزام والمصداقية والمهنية، تخرّج فيها العديد من الأسماء المهمة في فضاءات الإعلام المحلي والعربي والعالمي.
وبمداد صحافييها، كتبت «البيان» حكايات التميز، وسردت فصول نجاحات إماراتية على كل الصعد؛ ثقافياً واقتصادياً ورياضياً وسياسياً، ولامست عن كثب هموم الناس، متناولة مختلف القضايا التي تهم المواطن والمقيم، على حد سواء، بأسلوب مهني، ومقاربات دقيقة، ومناقشات موضوعية، حرصت من خلالها على إيصال المعلومة بدقة إلى صناع القرار والمسؤولين، وتسليط الضوء على الحلول والاقتراحات، والإسهام في تذليل العقبات والصعوبات، وما زال دفق مدادها غزيراً، ينكبّ على دعم كل ما يرفد مسيرة الوطن إلى الريادة والتفوق، ويناقش الموضوعات والقضايا، ويقترح الأفكار والحلول، وينقل الحقيقة والواقع دون تحريف أو تزييف.
ومن خلال خطها التحريري الملتزم بقضايا الوطن، وشواغله، وسعيها الحثيث لتحري الدقة والموضوعية في الطرح، ومحتواها المستمد من نهج الإمارات في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال والتعايش والحوار، وتصديها بحزم لكل ما يهدد المجتمعات، من تلوث فكري ومخططات هدّامة، حجزت «البيان» مكانتها الرائدة بين كبريات المؤسسات الإعلامية في المنطقة، لتكون خط دفاع أول عن الثوابت والقيم، ومدماكاً حضارياً في أسس البناء وصناعة المستقبل، ومنارة ثقافية وبوابة للمعرفة، ومرجعاً موثوقاً للخبر في كل زمان ومكان.
وتوجت «البيان» رحلة جهدها ومثابرتها بأجمل وأبهى تكريم من يراع أعظم قائد؛ فارس الكلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي وصف «البيان» في عيدها الأربعين، بصوت الوطن والحقيقة، مؤكداً سموه أن «البيان»: «أدت مهمتها وواجباتها بامتياز.. ونالت ثقة المواطن والمسؤول معاً».
واليوم، وهي تقترب من يوبيلها الذهبي، تعاهد «البيان» قيادتنا الرشيدة وأبناء الوطن على مواصلة أداء رسالتها الإعلامية، بشفافية ومصداقية، وأن تقود دفة الإعلام الوطني معززة بطاقات وطنية شابة، ليكون إعلامها المسؤول والرصين، حارساً أميناً للهوية، وداعماً حقيقياً للطموحات والإنجازات، ومدافعاً صلباً عن نهج الدولة ومبادئها وثوابتها، ومعبراً صادقاً عن قضايا المجتمع والوطن والمواطن.