عمر عبيد غباش
قول على فعلفي ظل السعي الدائم لتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ روح الانتماء، تبرز أهمية إدماج الثقافة والفنون في الفضاءات العامة، وعلى رأسها المطارات، التي تُعد بوابات الوطن الأولى والأخيرة أمام الزوار والمواطنين على حد سواء. ومن هنا، فإن تحويل المطارات في الإمارات إلى منصات فنية نابضة بالحياة يُعد خطوة حضارية تعكس الوجه الثقافي للدولة وتمنح الفنون مكانتها المستحقة.
منح الفرصة للفنانين التشكيليين لابتكار جداريات تُعبّر عن الوطن وتُجسّد رموزه وتاريخه وتراثه، يُعد أحد أبرز أشكال هذا الاهتمام. ويمكن أن تكون هذه الجداريات متجددة تُستبدل دورياً، مما يُضفي حيوية واستمرارية على المشهد الثقافي داخل المطار. كما يمكن تنظيم معارض فنية دورية تُعرض فيها أعمال لفنانين من مختلف الأعمار، مما يمنحهم الدعم المعنوي والمادي ويسهم في اكتشاف مواهب جديدة.
ولا يقتصر الدور على الفنون التشكيلية فحسب بل يمكن للمسرح والسينما أن يحظيا بحضور مشابه من خلال عروض قصيرة، أو زوايا عرض لأفلام إماراتية، أو حتى تسجيلات صوتية تُبث في أروقة المطار تُبرز القصص المحلية والموسيقى التقليدية.
بهذا النهج، نكون قد أخذنا الفنون إلى حيث يوجد الناس، وفتحنا لها نوافذ على العالم، في مكان يعجّ بالمسافرين من مختلف الجنسيات والثقافات، وهكذا نسهم في نشر الثقافة الإماراتية وتعريف الزوار بها بطريقة غير مباشرة ولكنها فعّالة ومؤثرة.
الفن في المطارات ليس مجرد ترف جمالي، بل هو رسالة وطنية تُكتب بالألوان والصور والحكايات، وتجعل من تجربة السفر أكثر ثراءً ومتعة. إنها دعوة لاحتضان الفنون وجعلها جزءاً من الحياة اليومية، كما أنها خطوة تضع الإمارات في مصاف الدول التي تُقدِّر الثقافة وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من صورتها أمام العالم.