الإمارات سند الأشقاء في الرخاء والشدة

أحمد محمد الشحي

منذ بزوغ فجر اتحادها الساطع، سطرت دولة الإمارات أروع الأمثلة في العطاء الإنساني والخيري، لتصبح أيقونة عالمية يحتذى بها في هذه الميادين والمجالات، عبر مسيرة عطاء زاخر لم تتوقف لحظة واحدة.
ففي كل محنة يمر بها الأشقاء والأصدقاء تتجلى دولة الإمارات بلسماً لجراحهم، وشجرة وارفة تظلل عليهم لتخفف عنهم المعاناة والآلام، لا تبخل على أحد، بل عطاؤها دائم مستدام، ينبع من قيمها الإنسانية الأصيلة ومبادئها الراسخة، وها هي اليوم وغداً تكمل مسيرتها المشرقة، لتضيء شموسها الإنسانية في كل مكان، مؤكدة أنها داعم رئيس للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم أجمع.

لقد كانت دولة الإمارات ولا تزال خير سند وذخر لأشقائها في الرخاء والشدة، حملت لهم مشاعل التنمية والازدهار، ووقفت بجانبهم في كل ظرف وطارئ، وجعلت من الأمل والسعادة والإبداع والمعرفة والتسامح والعون قيماً كبرى، عملت على تعزيزها لدى الشعوب والشباب عبر مبادراتها الرائدة الكثيرة.
والتي منها على سبيل المثال لا الحصر مبادرة تحدي القراءة العربي وصناع الأمل ومليون مبرمج عربي وغيرها، ليسود الأمل عنواناً للشعوب، وتحيي الإيجابية والطموح في النفوس.

فيكون الناس بذلك أقدر على تجاوز محنهم وآلامهم، فضلاً عما تميزت به دولة الإمارات من المبادرات الإنسانية والخيرية التي لا تعد ولا تحصى في شتى المجالات، والجهود الدبلوماسية الحثيثة لإطفاء الصراعات وإحلال السلام والاستقرار ومساندة الدول والشعوب على التنمية والازدهار.

وفي خضم هذه الجهود الإماراتية المتنوعة تجاه الأشقاء، كانت فلسطين في قلب الاهتمامات الإماراتية، فقد أكدت دولة الإمارات في كل موقف وظرف، وفي كل محفل إقليمي وعالمي، التزامها الراسخ والثابت تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق.
ودعت بملء الفم إلى صون حقوقه ودعم قضيته، ووقفت بجانب شعب غزة في أزمتهم المريرة، وترجمت التزامها الإنساني تجاههم منذ اليوم الأول لهذه الحرب المستعرة.

وأطلقت العديد من الحملات والعمليات الإغاثية لمساندتهم، منها على سبيل المثال حملة «تراحم من أجل غزة»، التي أقيمت تحت إشراف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومنها عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكانت إحدى أبرز العمليات الإغاثية الإماراتية المقدمة للأشقاء الفلسطينيين في غزة.

وقد سيرت دولة الإمارات ثلاث بواخر و216 طائرة وحركت قرابة 1000 شاحنة لتقديم ما يتجاوز 25 ألف طن من المساعدات الإغاثية والإنسانية والغذائية والطبية، وقامت بإنشاء مستشفيات ميدانية ومستشفيات عائمة لعلاج المصابين من الأطفال وغيرهم من سكان غزة.

كما قامت بإنشاء محطات التحلية التي توفر لهم 1.2 مليون غالون يومياً، واستثمرت دولة الإمارات المؤتمرات الدولية للدعوة لإنهاء هذه الحرب، وأكدت أنها ستظل ملتزمة بالعمل مع كافة الأطراف الدولية لإيصال الدعم الإغاثي عبر مختلف الوسائل إلى المتضررين في غزة.

وفي مثال إنساني مشرق آخر، وقفت دولة الإمارات بجانب الأشقاء في السودان، فمنذ اندلاع الأزمة السودانية التي أدت إلى أوضاع إنسانية مؤلمة وصراعات مأساوية مريرة سارعت دولة الإمارات إلى أداء دورها الأخوي والإنساني، وفتحت ذراعيها للشعب السوداني الشقيق، عبر الإغاثات الطبية والغذائية وإقامة المستشفيات الميدانية وتقديم المساعدات المتنوعة.
والتي تجاوزت قيمتها أكثر من 600 مليون دولار، وإيماناً بواجبها الأخوي والإنساني أرسلت أكثر من 160 طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى السودان والدول المجاورة، وقدمت أكثر من 12 ألف طن من المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية.

كما استقبلت آلاف السودانيين على أرضها بكل رحابة صدر، كما قامت في إطار نهجها الإنساني بإعفاء رعايا جمهورية السودان من الغرامات المترتبة عليهم في ما يتعلق بتصاريح الإقامة وأذون الدخول، وذلك للتخفيف عليهم ومساندتهم والوقوف معهم في أزمتهم الإنسانية الصعبة.

وهكذا لا تزال دولة الإمارات سنداً للأشقاء في مختلف الأوقات، في الرخاء والشدة، تسخر ما حباها الله تعالى من موارد وإمكانات لدعمهم ومؤازرتهم، لترسم البسمة على شفاههم، وتعيد الأمل إلى نفوسهم.
وتمد إليهم يد العون بكل ما تستطيع، لتضرب بذلك أروع الأمثلة في الدعم الأخوي والعطاء الإنساني، وتكون شجرة مباركة يقطف ثمارها المحتاجون في كل مكان.



شريط الأخبار