الثقافة الإيجابية

عماد الدين أديب
هناك نظريات متعددة في علم السياسة وعلم النفس الاجتماعي تصل إلى مقولة مفادها «أن غالبية القوى المتطرفة فكرياً ودينياً والتي تصل إلى مرحلة العنف والإرهاب تعاني – في البدء – من شعور قوي بالمظلومية».

الشعور بالمظلومية، هو شعور سلبي يجعل المصاب به يتصرف بحالة من الشعور بالاضطهاد نتيجة وقوعه تحت موقف أو مواقف غير عادلة.

ولأن الشعور بالظلم يأتي نتيجة فعل فإنه يستدعي – منطقياً – رد فعل مضاداً.

وأخطر أنواع الشعور بالمظلومية هي مشاعر المظلومية التاريخية التي يتم استدعاؤها واستخدامها كلما دعت الحاجة في التاريخ المعاصر.

والمظلومية التاريخية تعتمد على فكرة أن «ظلم الماضي يتكرر الآن في الحاضر» وبناء على هذه النظرية يتعين القيام برد فعل مزدوج وهو الانتقام من الماضي من خلال الانتقام من الحاضر!

هذا النوع من التفكير أدى إلى تدمير العديد من المجتمعات والحضارات.

التفكير الإيجابي ينطلق من نقطة مصالحة الماضي والتعالي على الجراح وعدم محاسبة الحاضر بخطايا الماضي، والبحث الصادق في إمكانيات دعم ثقافة الحياة والابتعاد عن ثقافة الموت.

كل المجتمعات التي تقدمت تصالحت مع نفسها ولم تتوقف وتتجمد أمام محطة الثأر التاريخي.



شريط الأخبار