عماد الدين أديب
منذ نظام حكم الخميني في إيران وهناك أسلوب مميز يختص به الخطاب السياسي الإيراني وهو خطاب الازدواجية في الرسالة السياسية عبر الإعلام.هذا الخطاب يعتمد على إطلاق تصريحات عن موقف معين ونقيضه، بمعنى المرونة والتشدد في آن واحد، يعني القبول والرفض في ذات الوقت، يعني الممكن والمستحيل في آن واحد.
هذا الأسلوب في الخطاب السياسي عبر الإعلام لم يتغير في عهد أي مرشد وأي رئيس جمهورية وعهد أي قائد للحرس الثوري وعهد أي وزير للخارجية في إيران.
آخر هذه المواقف تصريحات وزير الخارجية الإيراني الحالي عباس عراقجي عندما أعلن عن قيام إيران بالعودة إلى التخصيب النووي في أسرع وقت، وفي نفس التصريح يتحدث عن استعداد إيران للعودة للتفاوض مع الولايات المتحدة.
هذا الأسلوب هو أسلوب العصا والجزرة، التشدد والمرونة في آن واحد.
هذا الأسلوب قد كان يبدو صالحاً في عهود الحكم للحزب الديمقراطي الأمريكي أي في عهود أوباما وبايدن، لكنه – بالقطع – لا يصلح في عهد دونالد ترامب الحالي.
ما يراه ترامب هو رسالة واضحة من القبول أو الرفض لشروطه وسياساته، لكنه لا يفهم ولا يقبل تلك الرسائل المزدوجة.
لماذا؟ لأنه وحده دون سواه هو صاحب الرسائل المزدوجة المعتمدة على التهديد بالقوة أو منح الحوافز والجوائز السياسية.
مع ترامب لا يمكن أن تضع إيران كلمتي «تخصيب» و«تفاوض» في عبارة واحدة.