ترميم «فتح» "1-2"

عماد الدين أديب
ما أهمية حركة «فتح» تاريخياً، وزيادة أهميتها المتزايدة هذه الأيام بالنسبة للشعب الفلسطيني؟

في البدء، كان وما زال وسيظل الشعب الفلسطيني، الذي عاش على مر الزمان منذ بدء التاريخ من البحر إلى النهر، تحت مظلة حضارات مختلفة.

هذا الشعب، الوطني، الوسطي، المعتدل، المتجانس بطبيعته، وقف خلف المجموعة الأولى التي أطلقت أول رصاصة في تاريخ حركة فتح، في الأول من يناير 1965، وكان مؤسسوها في ذلك الوقت، ياسر عرفات، عادل عبد الكريم ياسين، خليل الوزير «أبو جهاد»، عبد الله الدنان وتوفيق شديد، وارتبطت الحركة بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته في 2004.

«فتح» كانت الحركة الأم، التي دارت حولها كافة الفصائل، من يسار إلى يمين، ومن ديمقراطية إلى بعثية، ومن إسلامية إلى علمانية.

«فتح» وزعماؤها التاريخيون، أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد وأبو اللطف وأبو الهول، سعوا دائماً للحفاظ عليها من أن تختطف من أي اتجاه.

واليوم «فتح» تسعى مرة أخرى إلى إعادة بناء نفسها، وتضميد جروحها، وترميم شروخها.

من هنا، كان من الأهمية القصوى تلك المبادرة التي أطلقها الرئيس محمود عباس في قمة القاهرة الأخيرة، بفتح الباب أمام الجميع، وعدم استبعاد أي من القوى السياسية التي خلت أدوارها في الإطار التنظيمي «لفتح»، وبالتالي للمنظمة، ولحركة فتح 45 مقعداً في المجلس التشريعي، من مجموعة 132 مقعداً.

وتبشرنا الأخبار الجيدة بنتائج الاجتماعات التي عقدتها قيادات «فتح» في القاهرة، مع جهاز المخابرات العامة المصرية، ومع وزير الخارجية المصري، اللذين يدركان أن «فتح» هي قلب منظمة التحرير الفلسطينية، والمنظمة هي شرعية الشعب الفلسطيني الوحيدة القادرة على تمثيل هذا الشعب، وإدارة شؤونه من الضفة إلى غزة، عبر جسم السلطة الفلسطينية.

اجتماعات القاهرة خطوة متقدمة للغاية إلى الأمام، لأنها تمهد إلى «تركيب القطع المتناثرة من شظايا حرب غزة، لإدارة أزمة اليوم التالي».

ماذا يمكن أن يحدث في اليوم التالي، بعد توقف الرصاص؟ وكيف؟ وما دور «فتح» والمنظمة في ذلك.

غداً بإذن الله استكمال الإجابة.



شريط الأخبار