«ظاهرة إعلامية» ضد الإمارات

محمد خلفان الصوافي
المجازر الإنسانية التي حدثت في مدينة الفاشر السودانية، والتي أدانتها دولة الإمارات بل طالبت بمحاكمة مرتكبيها لأنهم خالفوا القانون الدولي الإنساني، أعادت إنتاج السيرة الإعلامية أو ما يمكن تسميتها بالظاهرة غير النزيهة في زج اسم الإمارات فيها بهدف الإساءة إلى تاريخها، وكذلك من أجل زيادة عدد القراء والمتابعين.
اسم الإمارات يضمن لوسائل الإعلام الرصينة منها والصفراء معها عدداً كبيراً من القراء والمتابعين، وبالتالي لا تهم مصداقية الخبر وعدمها أما مسؤولية حرية التعبير فحدِّث ولا حرج، فقط سقط في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.
بلا شك أن حضور الإمارات الإنساني والتنموي يزعج العديد من المنافسين لها في المنطقة والعالم، ربما لأنهم عاجزون عن القيام بالنشاط الذي تقوم به الإمارات أو حتى مواكبتها.
وبالتالي يكون الترصد والإساءة هو البديل المناسب لها، كما لم تعد الدول أو المؤسسات الإعلامية التي تشن حرباً غير نزيهة على دولة الإمارات بحاجة إلى أن ترهق نفسها من أجل التأكد من صحة الخبر.

إن هدف الوسيلة الإعلامية أو الدولة التي تقف وراءها هو فقط توظيف اسم الإمارات في محتواها لتنشر الخبر، وربما هذا واحد من التحديات التي تم طرحها في منتدى الإعلام الإماراتي مؤخراً.
والذي ينبغي مواجهته والتصدي له، لأن كما يبدو أن هذه الظاهرة تتصاعد وتتنظم مع مرور الوقت، انطلاقاً من أن الحملة الأخيرة والمتعلقة بأحداث الفاشر، كانت هي الأكبر لأن بعض المغردين كانوا من الجنسيات الأوروبية.

علينا أن ندرك بأن هناك قوالب إعلامية مجهزة لاستخدامها ضد دولة الإمارات، وهي تصلح لكل الظروف والأحول فقط يتم تغيير محتوى القالب ليتناسب والحملة الإعلامية، وبمجرد ما يتم الإقرار باستهداف الإمارات يتم استخراج تلك القوالب من الأدراج ونشرها مع تفعيل حسابات وهمية حولها.
المؤسف أن الآلة الإعلامية، وهي تكرر الإساءة للإمارات، تنسى أنها تحاول أن تخدع القارئ الذي بدأ يكون أكثر وعياً في تقييم الأخبار، بل في أحيان كثيرة ونتيجة للاسترسال في الإساءة ورغبة في التشويق، تستغرب من المعلومات التي تسربها التي لا تتطابق لا مع المنطق ولا الواقع.
وهو ما يؤكد أننا فعلاً بتنا نعيش في مرحلة ما بعد الحقيقة، وأن ما ينشر عن الإمارات لا يبتعد عن الرغبة النفسية للصحفي أو المحلل لا أكثر، لتصل في نهاية الأمر أن تكون عبارة عن شحنة حقد ضد الإمارات بسبب نجاحاتها وشفافيتها.

وتراهن تلك الوسائل الإعلامية في تصديقها، من قبل الرأي العام العالمي، أن الناس لا يتمتعون بذاكرة طويلة بين تلفيق وآخر، أو ذاكرة قوية يسترجعون بها ما تنشره من تناقضات ومزاعم واختلاقات عن الإمارات.
وبالتالي على من يريد كشف ما تفعله ألّا يركز كثيراً على الأخبار التي تبث، بقدر ما هو التركيز على القالب الذي يوضع فيه الخبر، والذي غالباً أن الإمارات هي الدولة التي تتدخل في شؤون الدول وتعمل على زعزعة الاستقرار، وبعدها تستطيع معرفة من يقف وراء تلك الحملات فكرياً ومؤسساتياً.

ولكي تعطي خبر الإساءة والتشويه ضد الإمارات صبغة الصدقية والأمانة الصحفية يتم نسب الخبر إلى مصدر أجبني أو الصحف العريقة، وكأن هي الأخرى بعيدة عن تشويه الحقيقة والتلاعب فيها، مع أن سياسة القوالب التي يوضع فيها الخبر نجدها أكثر في الغرب، خاصة من المنظمات التي يسيطر عليها اليسار السياسي الذي هو أقرب إلى فكر جماعة الإخوان.
ما زالت حكاية وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق، كولن باول، في مجلس الأمن عندما أقنع العالم أن العراق يمتلك سلاحاً نووياً، واستطاع أن يقنع مجلس الأمن للتصويت لقرار غزو العراق وتدميره، وبعد مرور عقد كامل من الحرب اعترف أنه لم يكن صادقاً في تلك الحكاية.
الخلاصة، في كل حملة إعلامية ضد الإمارات يكون هناك تضليل إعلامي، وتزوير الحقائق لتسويق دعاية كاذبة، ولمواجهة ذلك نحتاج إلى المزيد من الزخم الإعلامي لترسيخ النجاح الدبلوماسي والاقتصادي والثقافي للإمارات.



شريط الأخبار