الامارات 7 - -د. علي عبد القادر
غير محمود أبداً ما خطط له كثير من المؤسسات والجامعات والمدارس من تأجيل برامجها القرائية إلى شهر أكتوبر.
وغير عملي بالمرة اقتصار هذه البرامج والأنشطة القرائية على محاضرات وندوات واحتفاليات وأشياء أخرى شكلية تحوم حول الكتاب دون أن تدخل في حماه.
وغير منطقي بالطبع أن نحتفل بالقراءة دون أن نقرأ، وأن نحتفي بالكتاب دون أن نقتنيه وندعم صناعة الكتاب الجيد، ولكن مع ذلك فإن هذا ما يحدث أحياناً.
مع ذلك فالاهتمام في حد ذاته محمود، وسوف يصبح عملياً يوماً ما، وسوف يقترب من المنطق الصحيح أيضاً.
ثمة تجربتان مررت بهما الأسبوع الماضي أضعهما أمام القارئ، الأولى محبطة جداً، ومتكررة، وقد لا تتوقف عن الحدوث إن لم نجد الجرأة لإيقافها، وهي تجربة مع مؤسسة طلبت استضافة مؤلفين ضمن برنامجها في عام القراءة، فتجشم أحدهم عناء الطريق قاطعاً مسافة 200 كم، ليجلس على الطاولة لمدة خمس دقائق، ويأخذ صوراً تذكارية مع مدير المؤسسة تسجل في أرشيف المؤسسة، ويوزع كتابه بالمجان، ويعود وفي قلبه حسرات، محذراً زملاءه من القدوم لحفلة "توقيع كتاب" وتوزيعه بالمجان. ولسنا نلوم المؤسسة ونشكك في إخلاصها لقيمة القراءة، ولكننا نشكك في السقف المعرفي للسلوكيات المرتبطة بالكتاب، وربما من أجل ذلك أصدرت بعض الجهات الثقافية نشرة بعنوان (تقاليد حفلات توقيع الكتب)، ولكن للأسف يبدو أن هذه المؤسسة لا تقرأ حتى النشرات الإخبارية.
أما التجربة الإيجابية فهي من مؤسسات وجهات وأفراد لم ينتظروا شهر القراءة، بل ذهبوا إليه وأحضروه. عرفوا تقاليد القراءة، فعملوا وفق أطر معرفية وسلوكية ومهارية ناضجة. وبهذه الطريقة فليكن العمل من أجل الكتاب، والكلمة، والحرف.
عام هجري جديد بدأ اليوم، يحمل آفاقا من الأمل لكل من يحمل رغبة في الخير لأمة هجرة الجهل والتخلف والتطرف، ولجميع الأمم، لعل شهره الأول الذي سيكون حافلا بالقراءة كنشاط وممارسة وفعالية، يكون مرسخاً لسلوك إيجابي من أمة "اقرأ".
24
غير محمود أبداً ما خطط له كثير من المؤسسات والجامعات والمدارس من تأجيل برامجها القرائية إلى شهر أكتوبر.
وغير عملي بالمرة اقتصار هذه البرامج والأنشطة القرائية على محاضرات وندوات واحتفاليات وأشياء أخرى شكلية تحوم حول الكتاب دون أن تدخل في حماه.
وغير منطقي بالطبع أن نحتفل بالقراءة دون أن نقرأ، وأن نحتفي بالكتاب دون أن نقتنيه وندعم صناعة الكتاب الجيد، ولكن مع ذلك فإن هذا ما يحدث أحياناً.
مع ذلك فالاهتمام في حد ذاته محمود، وسوف يصبح عملياً يوماً ما، وسوف يقترب من المنطق الصحيح أيضاً.
ثمة تجربتان مررت بهما الأسبوع الماضي أضعهما أمام القارئ، الأولى محبطة جداً، ومتكررة، وقد لا تتوقف عن الحدوث إن لم نجد الجرأة لإيقافها، وهي تجربة مع مؤسسة طلبت استضافة مؤلفين ضمن برنامجها في عام القراءة، فتجشم أحدهم عناء الطريق قاطعاً مسافة 200 كم، ليجلس على الطاولة لمدة خمس دقائق، ويأخذ صوراً تذكارية مع مدير المؤسسة تسجل في أرشيف المؤسسة، ويوزع كتابه بالمجان، ويعود وفي قلبه حسرات، محذراً زملاءه من القدوم لحفلة "توقيع كتاب" وتوزيعه بالمجان. ولسنا نلوم المؤسسة ونشكك في إخلاصها لقيمة القراءة، ولكننا نشكك في السقف المعرفي للسلوكيات المرتبطة بالكتاب، وربما من أجل ذلك أصدرت بعض الجهات الثقافية نشرة بعنوان (تقاليد حفلات توقيع الكتب)، ولكن للأسف يبدو أن هذه المؤسسة لا تقرأ حتى النشرات الإخبارية.
أما التجربة الإيجابية فهي من مؤسسات وجهات وأفراد لم ينتظروا شهر القراءة، بل ذهبوا إليه وأحضروه. عرفوا تقاليد القراءة، فعملوا وفق أطر معرفية وسلوكية ومهارية ناضجة. وبهذه الطريقة فليكن العمل من أجل الكتاب، والكلمة، والحرف.
عام هجري جديد بدأ اليوم، يحمل آفاقا من الأمل لكل من يحمل رغبة في الخير لأمة هجرة الجهل والتخلف والتطرف، ولجميع الأمم، لعل شهره الأول الذي سيكون حافلا بالقراءة كنشاط وممارسة وفعالية، يكون مرسخاً لسلوك إيجابي من أمة "اقرأ".
24