الامارات 7 - -يرى الباحث نيكولا غفوسديف أنّ "مبدأ السياسة الخارجية" الذي نشره مؤخراً الاتحاد الروسي يتضمن "بعض التحديثات والتغييرات المثيرة للاهتمام، مفسراً الآثار السياسية لهذه الوثيقة في مؤسسة الرأي الأمريكية ناشونال إنترست، ولافتاً إلى أنها "تعكس استراتيجية عقلية الكرملين وكيف يرى العلاقات الدولية"، لهذا السبب "من المهم أخذ ما تقوله بجدية".
ويضيف غفوسديف أنّ هذه الاستراتيجية أتت بموازاة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا الأمر "ليس صدفة ربّما" بالنظر إلى أهم ميزتين فيها. الأولى تمثل "تحولاً طفيفاً لكن مهماً" في تقدير إمكانية استخدام الأسلحة النووية من "غير مفكّر بها" إلى "غير محتملة". وفيما لا يستبق المبدأ "احتمالاً كبيراً في حصول تبادل نووي"، فهو "يحذّر من أن خطر نشوب الأزمات بين دول مسلحة نووياً يتصاعد".
بيان "صارخ"
الميزة الثانية هو إعادة صياغة بيان "صارخ وواضح" للمبادئ الوستفالية حول كيف يجب على الدول أن تتفاعل مع بعضها البعض في النظام الدولي: على قاعدة "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض" مطلقاً. إذا أرادت دولة عدم العمل بهذا المبدأ في علاقتها مع روسيا، فإنّ موسكو تحتفظ بالحق في استخدام إجراءات انتقامية قاسية تجاه أي أعمال تقارب على أنها غير ودية، كما يشرح غفوسديف.
"هفوة مؤقتة"
يفترض الباحث أن التوقعات في وزارة الخارجية الروسية صبّت لصالح هيلاري كلينتون كي تصل إلى البيت الأبيض. هذان العنصران بالتحديد ظهرا مخصّصين لإرسال تحذير واضح إلى واشنطن بأنّ موسكو لن تتحمّل أي تدخل في شؤونها الداخلية. وعلمت روسيا من "هفوتها المؤقتة سنة 2001" حين امتنعت عن التصويت لصالح قرار صادر عن مجلس الأمن يسمح بإنشاء مناطق آمنة لصالح الثوار الليبيين.
تدفيع الثمن لرعاة تغيير الأنظمة
يشير غفوسديف إلى أنّ موسكو "مصصمة" على ألا يتكرر هذا الأمر في المستقبل، خصوصاً إذا كانت سلطة كهذه تُستخدم للانخراط في عمليات عسكرية ضدّ الحكومة. ويعكس الأمر أيضاً إرادة روسية متنامية لعدم القبول بالادعاءات الغربية بأن القمع الداخلي من قبل حكومة تهدف إلى الحفاظ على سلطتها، هو بطريقة آلية تهديد للسلم والأمن الإقليميين ويبرّر تحركاً دولياً. من هنا تلفت روسيا النظر إلى أنها تقف إلى جانب مبدأ أن الحكومة تملك الحق بالدفاع عن نفسها تجاه التهديدات التي تطال حكمها، أكانت داخلية أو خارجية. كذلك هي تريد "رفع ثمن" تغيير الأنظمة ذي الرعاية الدولية حين يكون ذلك ممكناً.
حين استخدمت روسيا استعارة "الربيع"
غفوسديف يكتب عن توافق يكبر بين الخبراء حول ارتفاع احتمال خطر اندلاع حرب نووية. لكنه أيضاً يناسب مساراً يرسمه الكرملين لتحذير الولايات المتحدة ودفعها إلى التراجع. بعد ضم القرم سنة 2014، استخدم بوتين استعارة الربيع لاقتراح أن الضغط المستمر الذي يمارسه الغرب أنتج أخيراً ردّ فعل. حتى ولو كانت الحرب النووية "غير مرجحة"، فموسكو تقترح أن العلاقات الروسية الغربية، إذا استمرّت في مسارها التنازلي، لن تعود تلك الحرب بعيدة عن الاحتمال.
هل سيلتقط الإشارة؟
لكنّ هذه الوثيقة بحسب غفوسديف، نُشرت في إطار مرحلة ترامب الانتقالية إلى البيت الأبيض. خلال الحملة، قام ترامب باقتراح أن كلينتون قد تنتهي بإطلاق حرب عالمية ثالثة مع روسيا، بسبب حسابات خاطئة أو ضغوط كبيرة على الكرملين، ربّما عبر فرض منطقة حظر طيران في سوريا، أو بسبب اصطدام في البلطيق. كما اقترح في مرات عديدة أن تتجه أمريكا نحو تدخل أقل في العالم. لذلك ستكون مثيرة للاهتمام رؤية ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستلتقط هذه الإشارات على حدّ تعبير غفوسديف، كجزء من قراءتها للعلاقات الروسية الأمريكية.24
ويضيف غفوسديف أنّ هذه الاستراتيجية أتت بموازاة الانتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا الأمر "ليس صدفة ربّما" بالنظر إلى أهم ميزتين فيها. الأولى تمثل "تحولاً طفيفاً لكن مهماً" في تقدير إمكانية استخدام الأسلحة النووية من "غير مفكّر بها" إلى "غير محتملة". وفيما لا يستبق المبدأ "احتمالاً كبيراً في حصول تبادل نووي"، فهو "يحذّر من أن خطر نشوب الأزمات بين دول مسلحة نووياً يتصاعد".
بيان "صارخ"
الميزة الثانية هو إعادة صياغة بيان "صارخ وواضح" للمبادئ الوستفالية حول كيف يجب على الدول أن تتفاعل مع بعضها البعض في النظام الدولي: على قاعدة "عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض" مطلقاً. إذا أرادت دولة عدم العمل بهذا المبدأ في علاقتها مع روسيا، فإنّ موسكو تحتفظ بالحق في استخدام إجراءات انتقامية قاسية تجاه أي أعمال تقارب على أنها غير ودية، كما يشرح غفوسديف.
"هفوة مؤقتة"
يفترض الباحث أن التوقعات في وزارة الخارجية الروسية صبّت لصالح هيلاري كلينتون كي تصل إلى البيت الأبيض. هذان العنصران بالتحديد ظهرا مخصّصين لإرسال تحذير واضح إلى واشنطن بأنّ موسكو لن تتحمّل أي تدخل في شؤونها الداخلية. وعلمت روسيا من "هفوتها المؤقتة سنة 2001" حين امتنعت عن التصويت لصالح قرار صادر عن مجلس الأمن يسمح بإنشاء مناطق آمنة لصالح الثوار الليبيين.
تدفيع الثمن لرعاة تغيير الأنظمة
يشير غفوسديف إلى أنّ موسكو "مصصمة" على ألا يتكرر هذا الأمر في المستقبل، خصوصاً إذا كانت سلطة كهذه تُستخدم للانخراط في عمليات عسكرية ضدّ الحكومة. ويعكس الأمر أيضاً إرادة روسية متنامية لعدم القبول بالادعاءات الغربية بأن القمع الداخلي من قبل حكومة تهدف إلى الحفاظ على سلطتها، هو بطريقة آلية تهديد للسلم والأمن الإقليميين ويبرّر تحركاً دولياً. من هنا تلفت روسيا النظر إلى أنها تقف إلى جانب مبدأ أن الحكومة تملك الحق بالدفاع عن نفسها تجاه التهديدات التي تطال حكمها، أكانت داخلية أو خارجية. كذلك هي تريد "رفع ثمن" تغيير الأنظمة ذي الرعاية الدولية حين يكون ذلك ممكناً.
حين استخدمت روسيا استعارة "الربيع"
غفوسديف يكتب عن توافق يكبر بين الخبراء حول ارتفاع احتمال خطر اندلاع حرب نووية. لكنه أيضاً يناسب مساراً يرسمه الكرملين لتحذير الولايات المتحدة ودفعها إلى التراجع. بعد ضم القرم سنة 2014، استخدم بوتين استعارة الربيع لاقتراح أن الضغط المستمر الذي يمارسه الغرب أنتج أخيراً ردّ فعل. حتى ولو كانت الحرب النووية "غير مرجحة"، فموسكو تقترح أن العلاقات الروسية الغربية، إذا استمرّت في مسارها التنازلي، لن تعود تلك الحرب بعيدة عن الاحتمال.
هل سيلتقط الإشارة؟
لكنّ هذه الوثيقة بحسب غفوسديف، نُشرت في إطار مرحلة ترامب الانتقالية إلى البيت الأبيض. خلال الحملة، قام ترامب باقتراح أن كلينتون قد تنتهي بإطلاق حرب عالمية ثالثة مع روسيا، بسبب حسابات خاطئة أو ضغوط كبيرة على الكرملين، ربّما عبر فرض منطقة حظر طيران في سوريا، أو بسبب اصطدام في البلطيق. كما اقترح في مرات عديدة أن تتجه أمريكا نحو تدخل أقل في العالم. لذلك ستكون مثيرة للاهتمام رؤية ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستلتقط هذه الإشارات على حدّ تعبير غفوسديف، كجزء من قراءتها للعلاقات الروسية الأمريكية.24